تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

وضع الناس من الفتن

صفحة 35 - الجزء 1

  الكبيرة من قضايا الحروب والفتن، والتي كان يعجز عن حلها، وفك حِلَقِ أقفالها الكثيرُ من الخلق؛ بل ربّما عجزت الدولة في كثير من الأحيان عن فَكّ القطاعات وتأمين الطرقات وتوقيف تلك الحروب التي كانت تنشب بين القبائل من حين لآخر، ولهذا كانت ترجع إليه عندما تحتاجه لحل مشكلة ما، أو قضية من القضايا بين الناس.

  وقد اخبرني بنفسه | أنه ذات مرةٍ كان مريضاً في مستشفى الثورة بصنعاء حيثُ قرّر له الأطباء إجراء عملية باطنية، وقد رُقِّدَ في غرفة الرقود لإجراء العملية، فاحتاجت إليه الدولة لحل مشكلة كبيرة حصلت بين قبيلتي عذر، والعصيمات، وأرسلت إليه ببعض الوجهاء والمشايخ من قبائل حاشدٍ، ومن كبار رجال الدولة وأخبروه بتفاقم المشاكل وشدتها بين قبائل عذر، والعصيمات، وربّما تطورت الأحداثُ فيحصل ما لا يُحمد عقباه من سفك الدماء ... إلخ، وقد عجز الجميع عن حل تلك المشكلة، وترجّوه بأن يؤجّل العملية ويذهب معهم لحلها، وأوعدوه بإرجاعه للمستشفى - لكنهم نسوا ما وعدوه بعد حل المشكلة - وفعلاً ساعدهم وخرج معهم من المستشفى لحل تلك المشكلة فأكرمه الله بحلها، وكلّل عمله بالتوفيق، وسعيه بالإصلاح والنجاح، وكل ذلك بفضل الله تعالى وعونه.