ذكر بعض مواقفه الكريمة
  كان مريضاً على الفراش وقد كبر سنه حيثُ قارب عمره ثمانين سنة، وبينما نحن في حال السحور لصيام شهر رمضان قال لأحد أولاده: قد بلغني قطع الطريق المسبلة من قِبَل عذر والعصيمات ولا يستطيع أحدٌ أن يسافر بسيارته إلَّا أخذوها عليه، سواء كان ضعيفاً أو قوياً، وأريد بعون الله أن أفكّ هذا القطاع، وأُصْلِح شأن المسلمين حتى يأمن الناس على سيّاراتهم، والضعفاء والمساكين على أنفسهم، فقال له ولده رحمة به لما هو فيه من المرض: يا أبتِ إنّك مريضٌ ومتعبٌ جداً وصحتك تهمنا، وسيفرج الله على الناس فانتظر حتى يشفيك الله فتذهب لفك القطاع وللإصلاح بين الناس، فنظر إليه بعين تعجب واستغراب قائلاً له: يا ولدي أيهنانا في هذا الشهر الكريم أن نجلس في بيوتنا آمنين والناس على سياراتهم وأموالهم خائفين لا يستطيعون السفر حتى الضعفاء والمساكين، وتلى قولَ الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء: ١١٤] وبعد ذلك قال: سأذهب غداً إن شاء الله لفك القطاع بعون الله تعالى وتوفيقه، وفعلاً ما إن صلينا الظهر في ذلك اليوم من شهر رمضان وخفت حرارة الشمس