ذكر بعض مواقفه الكريمة
  ولم أشاهدْ في حياتي كلّها مثل ذلك القطاع وشدته حيثُ لم يستطع أحدٌ من كلا القبيلتين وغيرهم أن يسافر بسيارته إلَّا وأخذوها عليه؛ بل لم يَسْلم حتى الضعفاء والمساكين من ذلك القطاع لكن وفقه الله تعالى، وفَكّ ذلك القطاع مع شدته، وأمَّنَ طُرقَهم، وحلَّ مشاكلهم، ولله الحمد على عونه وتأييده له، ثمَّ رجعنا إلى بيوتنا ووجهه متهللٌ مستبشرٌ مرتاحٌ لذلك مع ما هو فيه من المرض والتعب وكبر سنه إلَّا أن وجهه كان فرِحاً مسروراً لتوفيق الله له، وإعانته لإصلاح شأن المسلمين، وتأليف قلوبهم على يديه بإصلاح ذات بينهم، وتأمين سُبلهم، وردّ سياراتهم وحقوقهم، فسلامُ الله عليه يوم وُلِدَ، ويوم ماتَ، ويوم يُبعثُ حيا، كم ... من كَرْبٍ فرّجه، وكم من همٍّ أزاله، وكم ... من مشكلةٍ حلها، وقضيةٍ أصلحها، وقطاعاتٍ فَكّها، وحروبٍ أطفأ نار لهيبها، وفِتنٍ أخمد أنفاس أشرارها.
  كم فك من كُرَبٍ عنَّا ومن نوبٍ ... كادت تقد من الأشجان أشجانا
  سلْ عنه من شئتَ من بدوٍ ومن حظرٍ ... سل حاشداً وبكيلا ثم سفيانا
  وكم ... وكم ... نذكر ونعدد من مشاكل وقضايا حلها، وأمور أصلحها، وإنّما هذه قطرةٌ من مطرة، ومجةٌ من لجة، ولو أرخى القلمُ زمام عِنانه في تعداد مكارم أخلاقه العطرة، وفضائل حياته المباركة،