ذكر بعض مواقفه الكريمة
  وقيامه واهتمامه بالإرشاد بالأمر بالمعروف، والنهي عن الفساد، وسعيه بالإصلاح بين العباد، وما حلّ من القضايا؛ لاحتجنا إلى مجلداتٍ عديدة، وأوقاتٍ مديدة، ولطال بنا المقام، وهل يحتاج ضوء الشمس إلى بيان، أو يخفى ضوئها على ذوي الألباب، كيف يكون هذا وفقيدنا الراحل لا يختلف على فضله اثنان، ولا يشق عليه غبار، وما أشبهه بقول القائل:
  إذا كان فضلُ المرءِ في الناس ظاهراً ... فليس بمحتاجٍ إلى كثرةِ الوَصف
  ألم ترَ نور الشمس في الأفق بادياً ... غنياً عن الوصف المرصع بالرصف
  ولله القائل:
  بيت مكارمه في الصلح راجحةٌ ... فما تراه على الهمّات مضطربا
  هذا ... وإنما ذكرنا بعض تلك المواقف من حياته العطرة، وسيرته المباركة، تأسياً بأخلاقه، واقتداءً بأعماله، وسيراً على منهاجه، والتماساً لبركات أنواره، واهتداءً بهدايته، وتذكيراً للمتذكر، وتعريفاً لمن يأتي من الناس الذين لم يعرفوه؛ ليكون لهم قدوة في أفعالهم، وأسوة في حياتهم بإصلاح شأن المسلمين، وطاعة رب العالمين، وطلباً لثواب الله وفضله، وصِلة وبِراً بوالدنا |، ولعلَّ وعسى أن يرزقنا الله من بركات أعماله الصالحة، وأنوار هدايته المباركة، وكراماته النيرة، ما نسعد به في الدنيا والآخرة.