تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

تواضعه وأخلاقه

صفحة 42 - الجزء 1

تواضعه وأخلاقه

  كان رضوان الله عليه متحلياً بمكارم الأخلاق، وحسن التواضع ولم يكن يتكلف لذلك؛ بل إنَّها سجيته وديدنه كما هو المعروف من حاله، فشيمته التواضع، وحليته الأخلاق العالية، فلم ترَ قطُّ عيني مثلَه في أخلاقه ولين جانبه وتواضعه للمؤمنين سوى علمائنا الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين.

  لقد عشت ميمون النقية ناصحا ... لرب السماء في مكسب الحمد ساعيا

  مكارم ذكراها يزين ونظمها ... يروق من الأسماع ما كان واعيا

  فحزت وأحرزت المحاسن كلها ... فمن فرط تهذيب عدمت المساويا

  فكان رحيماً بالناس، ليّن الجانب، فإذا ما التقى بالناس، أو بأيّ إنسانٍ ما، تراه يسأل عن أحوالهم، وأحوال أهلهم، وأولادهم، وعشيرتهم، ويسأل عن فلان وفلان، وكيف حال فلان وفلان، ويتفقد أحوالهم ويسأل عنها، وكأنهم يعنونه بل كأنَّهم أهله وأولاده أو أقاربه وأرحامه، فتراه يسأل عنهم ويثني عليهم، ويغدق عليهم الدعاء بالرحمة وسقي أوطانهم، وصلاح أمورهم وشؤونهم، ويقرئهم سلامه وتحياته وأن يبلغوها أهاليهم، ويوصيهم بتقوى الله والمحافظة على الصلوات وأداء الواجبات، وكان يختم حديثه بقوله: نتواصى بالدعاء وتقوى الله العظيم، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.