تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

قصة بلاد الشط

صفحة 59 - الجزء 1

  وعرف الناس أن الدعوة قد أصابته، وهذه القصة كما أخبرنا هذا الرجل، وقد أيّد الله كلامه حيثُ أخبرنا بهذه الحادثة بعض الثقات بعد ذلك بفترة مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ.

  هذا ... وكم له | من كراماتٍ واضحةٍ، ومواقفَ عظيمةٍ، يستجيب الله فيها دعوته، ويلبي ندائه، ويعجل له الإجابة فلا يدعو بأحدٍ من الناس إلَّا أهلكه الله بيومه، وكذلك إذا ما أصلحَ بين الناس، ودعى كلاً من الأطراف المتنازعة إلى الصلح بوقف الحرب والقتال، وحقن الدماء، وصيانة الأعراض، وأن يخافوا الله ويتقوه، ويصلحوا ذاتَ بينهم، فإذا وافقَ كلُ طرفٍ من الأطراف المتنازعة على الصلح، حينئذٍ يُسند هذا الصلح إلى وجوه الأطراف المتنازعة، والله كفيل عليهم حيثُ لا يجد من يسانده في عدم نقض الصلح إلَّا الله يستند إليه ويعتمد عليه، نعم المولى ونعم النصير، ثمّ يتوجه بالدعاء إلى الله على من نقض الصلح بالاعتداء والرماية بقوله: اللهمّ اجعلها ما تغرب إلَّا في رأسه فتحصل لذلك الشخص مصيبة عاجلة، فلا تغرب شمس ذلك اليوم إلَّا وقد أُصيب بطلقة في أُمّ رأسه يموت أثرها؛ لهذا كان الناس يرتدعون ويخافون من دعوته، ولا يتجاسرون على نقض الصلح؛ لعلمهم بفضله، وأن الله لا يُخيِّب