تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

كرامة نزول المطر

صفحة 66 - الجزء 1

  وتعاقدوا على القتل، واستعدوا لذلك، قال الرجل: فوجهت سلاحي، وفتحت أمانه، ونويت الشر، وكادت أن تُسفك الدماء، وتُزهق الأرواح، إلَّا أنّ الله تعالى لطف بلطفه، حيثُ قام سيّدي عبدالله فأمسك بيدي وخطّ في الأرض بعصاه، ودعا الله تعالى وأذّن الأذان المشروع في الصلاة فأنزل الله المطر فجأة، وارتهبت القلوب، وخافوا أن تصيبهم دعوته، فيهلكهم الله بدعائه، وصاح مشايخ ذوغيثان نسترفق بالله لا تدعي علينا، وطرحوا بنادقهم جاهاً فوقه معتذرين مما حصل منهم، وأنهم محكمين له وفي يده، فقال لهم: إذن صباح غدٍ إن شاء الله تردّون النساء كُلَّ واحدةٍ لزوجها بدون أيّ شرط، فقبلوا جميعاً بذلك، وطلب من المتخاصمين أن يتعافوا ويتصافحوا، فتعافوا وتسالموا، فسبحان من أكرمه ووفقه لإصلاح ذات بينهم، وحقن دمائهم، وتأليف قلوبهم على المحبة والإخاء، وأيّده الله تعالى ووفقه فحلّ قضيتهم، وقطعَ دابرَ الخلاف بينهم، ولله الحمد على عونه وتوفيقه.

  هذا الذي إن دعا الرحمن مبتهلاً ... هاجت له هممُ الأقوام إذ وهبا

  بيتٌ مكارمه في الصلحِ راجحةٌ ... فما تراه على الهمّات مضطربا

  نادته آياته والحربُ قائمةٌ ... هلّت بك البشرى حمّالة شهبا