كرامة الاستسقاء
  بقية أهله وأولاده بسنوات حتى يبست، مع أنّها كانت تكفي الناس جميعاً، وتكفي القبيلة بأكملها كما قدّمنا، وكذلك قلّ الخير والبركة من محاصيل زرع ذلك الشاطي، فبعد سنوات لم يُحصد منه أيّ محصول؛ بل لحقه الجدب واليباس، مع أن محاصيل زرعه كانت عظيمةً جداً، فكان يحصد منه كذا وكذا ... أقداح من الحبوب، إلّا أنّ تلك البركات ذهبت بذهابه، ورحلت مع رحيله |.
  وانطفى نورُ ذلك المكان بانطفائه، فلم نعد نحس ببهاءٍ ولا انشراحٍ للصدور في ذلك المكان عدا نور ضريح قبره ومسجده المبارك، وكأنّ الله تعالى جعل تلك الخيرات والبركات بفضل أعماله الصالحة، وبركة دعائه، فهي كراماتٌ من الله له، وفضلٌ منه سبحانه لوليه وابن رسوله، وفيها آياتٌ للسائلين، ونورٌ للمستبصرين، فهو نورٌ في حياته وبعد مماته |، ولهذا شُوهِدَ نورٌ من قبره بعد وفاته، وقبره بجوار مسجده هناك بذو صولان، كما سيأتي. ولله القائل:
  مدارسُ آياتٍ خلت من تلاوةٍ ... ومنزلُ ذكرٍ مقفر العرصات
  قفا نسأل الدار التي خف أهلها ... متى عهدها بالصوم والصلوات
  همُ أهل ميراث النبي إذا اعتزوا ... وهم خير قادات وخير حماة
  فيا وارثي علم النبي وآله ... عليكم سلام دائم الحسناتِ
  فيا رب زدني في يقيني بصيرة ... وزد حبهم يا رب في حسنات