محبة القلوب له
محبة القلوب له
  ومن ذلك أيضاً: أنّ الله عطف عليه قلوب عباده برأفة ورحمة وملأها له محبة ومودة، وأعلا جاهه، وملأ صيته في معظم البلدان من بلاد عذر والعصيمات، والأهنوم، وحجور، وسفيان، وآل عمار، ووائلة من بلاد المشرق، وكذلك بلاد برط وغيرها كثير من البلدان، ورفع ذكره في الآفاق، فقد عرفه الناس، وعرفوا سيرته المباركة، وأخلاقه النبيلة، وصفاته الكريمة التي أكرمه الله بها؛ لهذا كانت أعماله الصالحة، ومعاملته الحسنة مع الناس من حل قضاياهم، وإصلاح ذات بينهم سبباً لقبول الناس للإرشاد، وتقبلهم في معظم بلاد عذر، وغيرهم؛ بل ويصرّحون بذلك وأنهم يتقبّلونه؛ لثقتهم بالوالد عبد الله، ومعرفتهم بفضله، وعلمهم بورعه وتقواه لله تعالى، وأنه ليس له غرض دنيوي في سعيه بالخير والإصلاح بين الناس في جميع البلدان، ولمعرفتهم بإجابة الله لدعائه، وتعجيل عقوبة من خالفه أو نقض صلحه، كل ذلك أدّى بتوفيق الله وفضله إلى استجابتهم لداعي الخير وتقبلهم للإرشاد، ولله الحمد والمنَّة على ذلك.
  ومع هذا ... فقد هيأ الله على يديه | أسباب دخول الإرشاد إلى البلاد، وهذا من لطف الله بنا وبعباده، حيثُ يسر أسباب ذلك