محبة القلوب له
  وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ورضي عنهم أحسن الرضا(١) ونسأل الله سبحانه التوفيق والسداد، وأن يوفقنا معهم، ويثبتنا على طريقتهم، ويسلك بنا منهاجهم، وأن يشركنا في صالح أعمالهم وإرشادهم، وأن يختم لنا جميعاً بالسعادة والحسنى بحق الله وأسمائه.
  ولله درُّ القائل:
  ولَهُم فضائلُ لستُ أُحصِي عَدَّها ... مَنْ رامَ عدَّ الشُّهبِ لم تَتَعَدَّدِ
  والقومُ والقرآنُ فاعرِفْ قَدْرَهُمْ ... ثَقَلانِ للثَّقلينِ نصُّ مُحَمَّدِ
  وكَفَى لهم شَرفاً ومجداً بَاذّخاً ... شَرعُ الصلاةِ لهم بكُّلِ تَشَهُد
(١) هذا ... وأذكر موقفاً من مواقف الإرشاد المباركة وذلك في سنة ٢٠٠٠ م تقريبا، حيث كان علماؤنا الكرام يذهبون للإرشاد في معظم بلدان اليمن، ويأخذونا معهم للإرشاد والطلبة المهاجرين في نهاية كل أسبوع ثلاثة أيام، ويتم توزيع المرشدين لخطب الجمعة حسب العادة في معظم البلدان، وكان الإرشاد تلك المرة في بلاد سفيان وخيوان الحمراء والثماثمة ومقرن وغيرها، وبينما نحن هناك إذ أقبل إلينا بعد صلاة الجمعة رجل شيبة عليه أثر السفر، فسأل عنا فلما عرف قال سمعت خطبتك في الجمعة الماضية عن طلب العلم وقد أتيت من بلاد ورور أمشي راجلا من الصباح؛ لأهاجر معكم وأطلب العلم، وسألناه هل سوف تستمر في طلب العلم فقال: إن شاء الله - وسبحان الله شاءت الأقدارُ أن نرجع لتلك القرية وكأنه لأجل أن نأخذه معنا للهجرة - وأنزل الله مطراً عظيماً فشربت بلاد خيوان بأكملها، وفي صباح اليوم الثاني ذهبنا معاً إلى صعدة محل الهجرة بآل العامري، ومحل الشاهد من ذلك أن هذا الرجل المؤمن توفق وخُتم له بخاتمة طيبة حيث مكث ثلاثة أيام مهاجراً، ثم لقي الله وما ذاك إلّا لإخلاصه لله، وإذا بشيخنا العالم العابد/علي مسعود الرابضي يعظنا والطلبة بهذا الرجل ويتلو قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[النساء: ١٠٠] نسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة.