تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

وفاة زوجته

صفحة 94 - الجزء 1

  ويسألونها من خير وزرع أموال زوجها فتقسمه بين الناس جميعاً، كلٌ يأخذ حصته من ذلك، وكأنهم شركاء أو مُلّاك جميعاً؛ لهذا بارك الله لهم في زراعة أموالهم حتى لقوا الله تعالى، فسبحان من أكرمها بفضله ورحمته، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.

  لهذا ... فهي لم تكن بمكانة ومحبةٍ في قلب زوجها فحسب بل كان لها مكانةٌ ومحبةٌ واحترامٌ في قلب كل شخص من أفراد أسرتنا وأهل مجتمعنا وبلدنا، حتى أولاد ضرتها فإنهم يقدرونها ويحبونها أعظم من أمهم، وقد سألتهم بنفسي عن ذلك، فالكل يعرف لها فضلها ومكانتها وينادونها جميعا بأمّنا فاطمة، فهي بحقٍ أمٌّ للناس جميعاً، حيث كان يصِلهم من فضلها وكرم إحسانها الكثير الطيّب.

  هذا ... ولمعرفة أهالي ذو صولان بفضلها كان إذا ضاعت عليهم الغنمُ عند رعيهم لها في الجبل يأتون إليها ويخبرونها بأنه ضاعت عليهم بعض غنمهم عند رعيهم لها في جبل عيشان أو جبل الرحبة، وهم خائفون أن تأكلها السباع، فتقرأ عليها من كتاب الله ما شاء الله فيحفظها الله سبحانه، وترجع إلى أهلها سالمةً دون أن يصيبها سوءٌ أو مكروه، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثمّ ببركة دعائها، ولقد أخبرني أحد الثقات - وقد صار اليوم ببركة الإرشاد مرشداً -