تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

الإصلاح بين الناس

صفحة 26 - الجزء 1

الإصلاح بين الناس

  لقد كان همّه الأكبر وشغله الشاغل الإصلاح بين الناس، بإصلاح ذات بينهم، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، كما هو دأبه وديدنه حتى لقي الله على ذلك، فغايته إصلاح شأن المسلمين، وجمع كلمتهم، ولَمَّ شعثهم، وإصلاح أحوالهم، وحقن دمائهم، وحل قضاياهم، مهما كانت القضية فإنه يحلها بعون الله وفضله، ويطفئ نار الفتن، ويسكن الدهماء ويحقن الدماء، ويؤمّن الخائف في الطريق المسبّلة التي كانت تُقطع من قِبل القبائل بسبب مشاكلهم كما هو معروف من حالهم، فهم في صراعٍ وقتالٍ مستمرٍ مع بعضهم البعض وخاصة في القطر الشمالي من اليمن بين قبائل حاشد وبكيل - أبناء همدان بن زيد - الذين طال اختلافهم وقتالهم فيما بينهم، فعَمِلَ بكل جهده على حل مشاكلهم وقضاياهم، وسعى في إصلاح ذات بينهم بالحكمة والموعظة الحسنة وبالوسائل اللينة، وبدون أيّ مقابل، وإنّما لوجه الله وابتغاء مرضاته.

  وكم له | في ذلك من أيادٍ كريمةٍ، ومقاماتٍ حسنةٍ نبيلة، ومع هذا كانت له نفسٌ طيبةٌ، وهمةٌ عاليةٌ في إصلاح ذات البين، ورحمةٌ مطلقة بالعباد، وكأنّهم أبناؤه أو أقاربه، وليس هذا مبالغة في