وضع الناس من الفتن
وضع الناس من الفتن
  كان وضع الناس مُؤلماً للغاية، وحالهم يرثى له، وذلك لكثرة مشاكلهم، وحروبهم، واختلافهم فيما بينهم، ولا يوجد من يتألم على حال الناس، وعلى حال الضعفاء والمساكين، ويطفئ نار الفتن، ويُؤَمِّن السبيل إلَّا من رحم الله من الخلق، وقليلٌ ما هم، ومنهم صاحب هذه السيرة المباركة: الوالد العالم العابد/عبد الله بن أحسن المتوكل طيب الله ثراه، أمَّا الدولة حينها فقد تركت الحبل على غاربه وتركت القبائل تموج بعضها في بعض بالفتن والحروب والمشاكل وقطع الطريق ولا تحرِّك ساكناً، ولا تحل شيئاً من مشاكل الناس إلَّا إذا كان شيئاً يهمها أو يهم مصلحتها.
  هذا ... وكانت تتزايدُ المشاكلُ والفتن والحروب بين القبائل سواء فيما بينهم البين مع بعضهم البعض أو مع غيرهم، لاسيما قبائل حاشد وبكيل، منهم: قبائل عذر، والعصيمات، والأهنوم، وحَجُور، وسفيَان وغيرهم الذين مشاكلهم كثيرة، فهم في اختلافٍ وقتالٍ مستمر، فطرقهم مخوفة يوجد فيها القطاع والقتل والنهب على المسافرين كما ذلك معروف من حالهم، وبالأخص النزاع والصراع بين قبائل عذر، والعصيمات؛ حيثُ بلغ بينهم القتل بالمئات، وذلك