تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 446 - الجزء 2

  الهادي على ظاهره، وهو أن التخيير فيهما جميعًا. وهذا قول الشافعي⁣(⁣١)، وأبي حنيفة، ورواية عن محمد⁣(⁣٢). هكذا ذكره في الغيث⁣(⁣٣).

  والأصل في ذلك ما ثبت في إحدى روايات حديث عائشة، أن النبي ÷ جهر بالقراءة⁣(⁣٤). وما ورد في حديث سمرة من أنه ÷ أسرَّ بها⁣(⁣٥).

  قيل: لكن يندب الإسرار في صلاة الكسوف؛ لكونها نهارية، والجهر في صلاة الخسوف؛ لكونها ليلية⁣(⁣٦).

  وأما التخيير بين صلاتها جماعة وفرادى فعليه الأكثر⁣(⁣٧).

  وعن أبي حنيفة وأصحابه⁣(⁣٨)، ومالك: أن صلاة خسوف القمر لا تصلى جماعة؛ لأن ذلك يشق على الناس⁣(⁣٩).


(١) قال في روضة الطالبين ص ٢٦٥: ويستحب الجهر بالقراءة في كسوف القمر، والإسرار في الشمس، وهذا هو المعروف. قال الخطابي: الذي يجيء على مذهب الشافعي أنه يجهر في الشمس.

(٢) قال في الهداية ١/ ١٠٥: ويخفي عند أبي حنيفة، وقالا: يجهر، وعن محمد مثل قول أبي حنيفة. وفي ص ٦٦ في التطوع في النهار يخافت في الليل يتخير.

(٣) شرح الأزهار ١/ ٣٨٨.

(٤) صحيح البخاري ص ٢٠٩ رقم (١٠٦٥)، كتاب الكسوف - باب الجهر بالقراءة في الكسوف، وصحيح مسلم ص ٣٨٦ رقم (٩٠١)، كتاب الكسوف - باب صلاة الكسوف، وسنن الترمذي ص ١٤٠ رقم (٥٦٣)، كتاب أبواب السفر - باب كيف القراءة في الكسوف، وسنن أبي داود ص ٢٠٨ رقم (١١٨٥)، كتاب صلاة الاستسقاء باب القراءة في صلاة الكسوف، وسنن النسائي ص ٢٦٢ رقم (١٤٩٣)، كتاب الكسوف - باب الجهر في القراءة في صلاة الكسوف.

(٥) سنن الترمذي ص ١٤٠ رقم (٥٦٢)، كتاب أبواب السفر - باب كيف القراءة في الكسوف، وقال: حديث ضعيف، وسنن النسائي ص ١٦١ رقم (١٤٩٤)، كتاب الكسوف - باب ترك الجهر فيها بالقراءة، وسنن ابن ماجة ص ١٨٦ رقم (١٢٦٤)، كتاب إقامة الصلاة - باب ما جاء في صلاة الكسوف.

(٦) في (ب، ج): إذ هي ليلية.

هو قول أبي حنيفة، وأحد الروايتين عن محمد بن الحسن. ينظر: الهداية ١/ ١٠٥، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ٣٨٠.

(٧) التحرير ١/ ١١٩، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٧، والمغني ٢/ ٢٧٣، والإنصاف ٢/ ٤٤٢، وروضة الطالبين ٩٥.

(٨) في (ب): رمز بـ ح، ص، ومالك: وهو أبي حنيفة، والمنصور بالله. وفي الأصل: أبي حنيفة وأصحابه، ومالك. بدون رموز. وفي (ج): رمز بـ حص، ك. وهو رمز أبي حنيفة وأصحابه، ومالك.

(٩) مختصر الطحاوي ص ٣٩، وعيون المجالس ١/ ٤٣٦، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ٣٨٢.