تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 447 - الجزء 2

  وَرُدَّ بما رواه الحسن⁣(⁣١) البصري أن ابن عباس صلى بهم في خسوف القمر ركعتين بالبصرة ... الحديث. قيل: رواه الشافعي، وقد تكلم فيه⁣(⁣٢). والله أعلم.

  قيل: ولأنه خسوف يصلى لأجله⁣(⁣٣)، فكانت الجماعة فيه مسنونة ككسوف الشمس.

  وإنما عدل المؤلف أيده الله تعالى عن قوله في الأزهار: "وتصح جماعة وجهرا وعكسهما"⁣(⁣٤) للاختصار، والإشارة إلى أن التجميع فيها أفضل، وغير ذلك.

  قوله أيده الله تعالى: (وندب ذكر حتى تنجلي) أي يندب للإمام وغيره إذا فرغ من الصلاة أن يثبت مكانه ملازما لذكر الله⁣(⁣٥) تعالى: بالتكبير، والتسبيح، والتهليل، والاستغفار، وتلاوة القرآن حتى ينجلي الكسوف ونحوه⁣(⁣٦)؛ لما سيأتي ذكره من أمر النبي ÷ بذلك⁣(⁣٧).

  قوله أيده الله تعالى: (وكذا باستحباب لفزع أو ركعتان) أي وكذا يستحب أن يصلى مثل صلاة الكسوف ولو سرًّا وفرادى⁣(⁣٨) لما يحدث من الأفزاع كالزلزلة، والظلمة الشديدة، والريح العاصفة، والصواعق، ونحو ذلك. أو يصلى لأجل هذه الحوادث ركعتان لا زيادة فيهما، بل كسائر النوافل، فيخير المكلف بينهما⁣(⁣٩)، ومن تعذرت عليه الصلاة بأي وجه اكتفى بالذكر⁣(⁣١٠)؛ والأصل في ذلك أن أحاديث الكسوف دلت على أن ظهور الآيات تقتضي الفزع إلى الصلاة، والذكر، والدعاء.

  وقد روي عن علي أنه صلى في زلزلة ست ركعات في أربع سجدات خمس ركعات وسجدتين


(١) في (ج): بما رواه البصري.

(٢) البيهقي في السنن ٣/ ٣٣٨، وفي إسناده إبراهيم بن محمد وهو ضعيف.

(٣) في (ب): ولا خسوف قد يصلى لأجله. وهو سهو من الناسخ.

(٤) شرح الأزهار ١/ ٣٨٨.

(٥) في (ب، ج): للذكر لله.

(٦) التحرير ١/ ١٢٠، وشرح الأزهار ١/ ٣٩٠، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٧.

(٧) صحيح البخاري ص ٢٨ رقم (١٥٠٢)، كتاب الكسوف - باب الذكر في الكسوف، وصحيح مسلم ص ٣٩١ رقم (٩١٣)، كتاب الكسوف - باب ذكر النداء بصلاة الكسوف والصلاة جامعة، وسنن النسائي ص ٢٦٥ رقم (١٥٠٢)، كتاب الكسوف - باب الأمر بالاستغفار الكسوف.

(٨) عند الشافعية لا تسن الجماعة؛ لآية غير الكسوف كالزلازل والصواعق. المهذب ١/ ٤٠٣.

(٩) أي يخير بين صلاة الكسوف كما وصفت، أو صلاة ركعتين كسائر النوافل.

(١٠) التحرير ١/ ١٢٠، وشرح الأزهار ١/ ٣٨٩، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٧، والانتصار ٤/ ٤١١.