وعن أبي هريرة، قال أبو القاسم ÷: «أيما قوم جلسوا مجلسًا، ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي ÷ كانت عليهم من الله تَرِةٌ إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم»⁣^(⁣١)، وفي ذلك أحاديث أخر⁣^(⁣٢).

  الفائدة الثانية: في ذكر المواطن التي يتأكد فيها استحباب الصلاة عليه ÷ منها: التشهد الأخير في الصلاة، والأصح وجوبها فيه كما سبق. ومنها: عند الدعاء كما ورد عن فضالة بن عبيد قال: سمع النبي ÷ رجلا يدعو في صلاته فلم يصل على النبي ÷ فقال النبي ÷: «عَجِلَ هذا»، ثم دعاه فقال له ولغيره: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله والثناء عليه، ثم ليصل على النبي ÷، ثم ليدع بعد بما شاء»⁣^(⁣٣). ويروى من غير هذا السند بتحميد الله، وهو أصح.

  وعن عمر ¥ قال: الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض حتى يُصَلَّى على النبي ÷، وعن علي: بمعناه⁣^(⁣٤)، وقال: وعلى آل محمد. وعن جابر، قال: قال رسول الله ÷: «لا تجعلوني كقدح الراكب»⁣^(⁣٥).

  ومن مواطن الصلاة عليه ÷: عند أن يجري ذكره، وعند الأذان كما تقدم⁣^(⁣٦). وروى النسائي عن النبي ÷ الأمر

= «رغم أنف رجل»، وقال: حسن صحيح غريب، وابن حبان ٣/ ١٨٩ رقم (٩٠٩)، كتاب الرقائق، باب الأدعية، والمستدرك ١/ ٧٣٤ رقم (٢٠١٥)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والمعجم الكبير ٣/ ١٢٧ رقم (٢٨٨٥)، ومسند أبي يعلى ١٢/ ١٤٧ رقم (٦٧٧٦)، والبيهقي في الشعب ٢/ ٢١٣ رقم (١٥٦٧).

(١) المستدرك ١/ ٦٦٨ رقم (١٨١٠)، والبيهقي في الشعب ٢/ ٢١٣ رقم (١٥٦٩)، باب في تعظيم النبي ÷ وإجلاله وتوقيره.

(٢) ينظر الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى ٢/ ١٤٩ - ١٥٢.

(٣) أبو داود ٢/ ١٦٢ رقم (١٤٨١)، كتاب الصلاة - باب الدعاء، والبيهقي في شعب الإيمان ٣/ ١٤٣ رقم (٣١٣٩)، باب في الصلوات، تحسين الصلاة والإكثار منها، والترمذي ٥/ ٤٨٢ رقم (٣٤٧٧)، كتاب الدعوات - باب (٦٥)، وأحمد في المسند ٩/ ٢٤٥ رقم (٢٣٩٩)، مسند فضلة بن عبيد الأنصاري، وصحيح ابن خزيمة ١/ ٣٥١ رقم (٧١٠)، كتاب الصلاة - باب الصلاة على النبي في التشهد، وصحيح ابن حبان ٥/ ٢٩٠ رقم (١٩٦٠)، كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة، والمستدرك ١/ ٣٥٤ رقم (٨٤٠)، والمعجم الكبير ١٨/ ٣٠٧ رقم (٧٩١).

(٤) البيهقي في شعب الإيمان ٢/ ٢١٥ رقم (١٥٧٥)، باب في تعظيم النبي ÷ وإجلاله وتوقيره.

(٥) مصنف عبد الرزاق ٢/ ٢١٥ رقم (٣١١٧)، كتاب الصلاة - باب الصلاة على النبي ÷، وشعب الإيمان ٢/ ٢١٥ رقم (١٥٧٨)، باب في تفضيل النبي ÷ وإجلاله وتوقيره، ومسند عبد بن حميد ص ٣٤٠ رقم (١١٣٢)، ومسند الشهاب ٢/ ٨٩ رقم (٩٤٤).

(٦) ينظر الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى ١/ ١٥٢.