تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 144 - الجزء 1

  جوابه: إنا لا نسلم أفضلية الصحابة على الآل لا على سبيل الجملة ولا على سبيل التفصيل، وإن سلمنا فإن إلحاق الآل بالنبي ÷ في الصلاة ليس العلة فيه هي الأفضلية بل ما قدمناه من جعل النبي ÷ الصلاة على آله صلاة عليه، وتماما لتعظيمه، وهذا يختص به القرابة؛ للنص والقياس الذي ليس حاصلا في حق الصحابة ¤(⁣١). انتهى

  وقوله: ما دام عن الأزهار إلى آخره، فيه لَفٌّ ونشر، ولكن النشر على عكس ترتيب اللف؛ [ثقة بأن السامع]⁣(⁣٢) يرد كل شيء إلى ما يناسبه؛ والأصل ما دام للأثمار ينوع حاصل عن الأزهار، وللأقمار لموعٌ واصل إليها من الشموس.

  والينوع واللموع مصدران في الأصل، وينوع: [فاعل مادام]⁣(⁣٣)، وخبرها للأثمار، وعن الأزهار صفة لينوع، وكذلك الكلام في: ومن الشموس إلى آخره، وحصول الينوع للأثمار عن الأزهار ظاهر؛ إذ هي أصلها.

  وأما وصول اللموع إلى الأقمار من الشموس، فذلك مبني على ما يذكره أهل علم الهيئة من أن نور القمر مستفاد من الشمس، وأن جرم القمر مظلم صقيل، فإذا اتصل به شعاع الشمس أضاء، ولذلك يزيد نوره وينقص على قدر ما يتصل به من نور الشمس؛ باعتبار بعد منزلته من منزلتها وقربها منها، [ويخسف]⁣(⁣٤) إذا حالتِ الأرض [بينهما]⁣(⁣٥) وَحَلاَّ في دقيقتين من الفلك [متقابلتين]⁣(⁣٦)، بحيث لا يصل إليه شيء من ضوءها أصلاً على ما هو مقرر عندهم، ومقطوع به⁣(⁣٧).

  وفي لفظ الأثمار والأزهار تورية عجيبة، ومعنى التورية: أن يؤتى بلفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد البعيد، فالمعنى القريب إلى فهم السامع هنا هو الأزهار والأثمار المعروفة، والمعنى البعيد الذي قصده المؤلف كتاب الأزهار، وهذا المختصر الكريم فيه إشارة إلى أن


(١) ذكر ذلك في شرح خطبة الأثمار (خ)، وينظر: ابتسام البرق في سيرة خير الخلق ص ٢٩٢.

(٢) في (ب، ج): ثقة منه.

(٣) في (ش): فاعل اسم ما دام.

(٤) في (ش): ولذلك يخسف.

(٥) في (ش): بينه وبينها.

(٦) في هامش الأصل وفي نسخة: متسامتين.

(٧) في (ش): ما هو مقرر في كتبهم ومقطوع به عندهم.