كتاب الصلاة
  وقد ورد أيضًا قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وسورتي الإخلاص، و {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ}(١) ... إلى آخر الآيتين، و {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧} إلى {تُظْهِرُونَ ١٨}(٢)، و {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠}(٣) إلى آخر السورة.
  وأما الأذكار: فهي كثيرة: فمنها: في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: (من سبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة(٤) وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر)(٥). وقد روي هذا الذكر الشريف من طرق كثيرة يتضمن أنواعًا من الترغيب. والله الموفق.
  ووردت أذكار غير ما تقدم، لها مواضع أخر من كتب الحديث والأذكار.
  وأما الأدعية فهي واسعة أيضًا، ومن أحسنها وأتمها ما أخرجه الترمذي من رواية ابن عباس، وإن كان فيه طول، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول ليلةً حين فرغ من صلاته: (اللهم إني أسألك رحمة من عندك تَهْدِي بها قلبي، [وتجمع بها أمري] وتِلُمُّ بها شعثي، وترد بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكِّي بها عملي، وتلهمني [بها](٦) رشدي، وتردُّ بها أُلفتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم أعطني إيمانًا، ويقينًا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك الفوز في القضاء، ونُزُلَ الشُّهداء، وعيش السُّعداء، والنصرَ على الأعداء، اللهم إني أُنْزِلُ بك حاجتي، وإن قَصُرَ رأيي، وضَعْفَ عملي، وافتقرت إلى رحمتك، وأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، وفتنة القبور، اللهم وما قصر عنه رأيي، ولم تبلغه
(١) سورة آل عمران: ٢٦ - ٢٧.
(٢) سورة الروم: ١٧ - ١٨.
(٣) سورة الصافات: ١٨٠ - ١٨٢.
(٤) في (ب): فتلك تسع.
(٥) صحيح مسلم ١/ ٤١٨ رقم (٥٩٧)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته.
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).