كتاب الصلاة
  وقال الأزهري: المحدثون يروونه بالباء - يعني الموحدة - والصواب بالياء، [يعني](١) المثناة من تحت، وهو القوة(٢)، والسلم: بالكسر للسين(٣) المسالم، والحرب: المحارب، والجُهد: بضم الجيم: الطاقة والقدرة، وبفتحها: المشقة(٤).
  وقوله: اجعل لي في قلبي نورًا، هذه الكلمة وما بعدها في هذا الحديث المراد بالنور فيهن: ضياء الحق، والهداية إليه. ومعنى تعطف بالعز: ارتدى به، وهو تمثيل. ومعنى قال به: حكم به. والله أعلم.
  وعن مسلم بن الحارث(٥)، أن النبي ÷ قال له: (إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار، سبع مرات، قبل أن تكلم أحدًا، فإنك إذا قلت ذلك ثُمَّ مِتَّ في(٦) ليلتك كُتِبَ لك جِوَارٌ منها، وإذا(٧) صليت الصبح فقل مثل ذلك، فإنك إن(٨) متَّ في يومك كُتِبَ لك جِوَارٌ منها). أخرجه أبو داود(٩).
  وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: (لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس). أخرجه مسلم، والترمذي(١٠).
  وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله ÷: (لقيت ليلة أسري بي إبراهيم، فقال لي: يا محمد، أَقْرِئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة
(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ج).
(٢) تهذيب اللغة ٥/ ١٥٨.
(٣) في (ب، ج): بكسر السين.
(٤) في القاموس ص ٢٦٣: الجَهْدُ: الطاقة، ويضم، والمشقة.
(٥)، ويقال: الحارث بن مسلم التميمي، له صحبة، نزل الشام قليل الحديث، توفي في أيام عثمان. تهذيب الكمال ٢٧/ ٤٩٨ رقم (٥٩٢٢)، وتهذيب التهذيب ١٠/ ١١٣ رقم (٦٩٣١).
(٦) في (ب، ج): من ليلتك.
(٧) في (ب، ج): فإذا صليت.
(٨) في (ب، ج): إذا مت.
(٩) سنن أبي داود ٥/ ٣١٨ رقم (٥٠٧٩)، كتاب الأدب - باب ما يقول إذا أصبح.
(١٠) صحيح مسلم ٤/ ٢٠٧٢ رقم (٢٦٩٥)، كتاب الذكر والدعاء - باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، وسنن الترمذي ٥/ ٥٧٧ رقم (٣٥٩٧)، كتاب الدعوات - باب في العفو والعافية.