كتاب الصلاة
  والتأؤه كالأنين. ذكر معنى ذلك في الغيث(١). وقال فيه: اعلم أن ظاهر كلام أهل المذهب أن السعال والعطاس لا يفسدان الصلاة، سواء أمكن دفعهما أم لا، وذكر الفقيهان: محمد بن سليمان، و يحيى، أنه إن أمكن دفعهما كانا كالتنحنح، فيفسدان، وأشار في الشرح إلى مثل قولهما(٢).
  قوله أيده الله تعالى: (ولحن لا مثل له فيهما، أو في القدر الواجب، ولم يعده صحيحا) وهذا أيضا ألحق بالكلام في الإفساد، وهو اللحن الواقع في الصلاة في ألفاظ القرآن أو في(٣) سائر أذكار الصلاة.
  والمراد باللحن في اصطلاح الفقهاء: تغيير الكلام عن وجهه، بزيادة، أو نقصان، أو تعكيس، أو إبدال(٤).
  ومثال الذي لا مثل له فيهما أن يكسر الباء من الثاقب في قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ ٣}(٥) فإن ذلك يفسد، ولو أعاده على وجه الصحة؛ إذ هو من جنس الكلام الذي لم يشرع في الصلاة، بخلاف ما لو رفع الباء من: {رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}(٦) فإنه لا يفسد؛ لأن رفع "رب" موجود في القرآن، إلا أن يكون في القدر الواجب من الصلاة، ولم يُعِدْهُ على وجه الصحة حتى خرج منها، فسدت صلاته؛ لإخلاله بالقدر الواجب.
  قلت: ويفهم من هذا التعليل أنه إذا أتى بالقدر الواجب من دون إعادة الكلمة الملحونة صحت صلاته؛ إذ لا موجب حينئذ لإعادة تلك الكلمة الملحونة بعينها على وجه الصحة، والله أعلم.
  فائدة: أما ترك الإدغام، أو المد، أو التسهيل، أو الإمالة في مواضعها، أو ترك تصفية الحروف وتجويدها، أو نحو ذلك، فإن الصلاة لا تفسد به، ولا تقدح في الإمامة. ذكر معناه أبو مضر، وأشار إليه في الزيادات(٧).
(١) شرح الأزهار ١/ ٢٧٢.
(٢) شرح الأزهار ١/ ٢٧٢.
(٣) في (ب): وفي سائر.
(٤) شرح الأزهار ١/ ٢٧٢، والتذكرة الفاخرة ص ١٠٥.
(٥) سورة الطارق: ٣.
(٦) سورة الفاتحة: ٢.
(٧) وذكر مثله في البيان الشافي ١/ ٢٧٢.