تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 364 - الجزء 2

  وقال في الانتصار: المختار أنه يسلم بعد فراغ المؤذن⁣(⁣١). انتهى. والأول أصح؛ لما مر.

  قوله أيده الله تعالى: (والمأثور لهما ولليوم).

  أما المأثور لهما: فالتماس الطيب بعد التطهر، والتوفر أول الوقت، والمشي إليها راجلاً، حافيًا، كما في الجنازة، وعيادة المرضى، وأن يقدم الخطيب ركعتين قبل صعوده المنبر، وأن يقف على كل مرقاة وقفة يذكر فيها الله سبحانه، وأن ينزل الخطيب عند إقامة المؤذن، وأن يقرأ في صلاتها: الجمعة في الأولى، والمنافقين في الثانية، أو سبح في الأولى، والغاشية في الثانية، وأن يصلي بعدها ركعتين عن يمينه أو يساره⁣(⁣٢).

  وأما المأثور لليوم: فلباس النظيف، الغالي من الثياب، وأكل الطيب من الطعام، والترفيه على النفس، والأهل، والأولاد، والأرقاء، والتنظف⁣(⁣٣) بالسواك، وإزالة الشعر، وتقليم الأظفار، والإكثار فيه من الصلاة على النبي وعلى آله، وقراءة سورة الكهف في يومها أو ليلتها؛ لأخبار وردت في ذلك وآثار⁣(⁣٤)، ولنذكر ما سنح منها: فعن أبي سعيد، وأبي هريرة قالا: قال رسول الله ÷: «من اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومس من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة، فلم يتخط رقاب الناس، ثم صلى ما كتب له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها»⁣(⁣٥).

  قال: ويقول أبو هريرة: وزيادة ثلاثة أيام، ويقول: إن الحسنة بعشر أمثالها. أخرجه أبو داود.⁣(⁣٦) وأخرج نحوه من رواية عمرو بن العاص⁣(⁣٧).


(١) الانتصار ٤/ ١٠٤.

(٢) التحرير ١/ ١٠٨، والمهذب ١/ ٣٧١، والبحر الزخار ٢/ ٢٠، والتذكرة الفاخرة ص ١٢٨، والانتصار ٤/ ١٠٣ - ١٤٦.

(٣) في (ب، ج): والتنظيف.

(٤) ينظر: المصادر السابقة.

(٥) صحيح البخاري ص ١٧٦ رقم (٩١٠)، كتاب الجمعة - باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة.

(٦) سنن أبي داود ص ٧٧ رقم (٣٤٣)، كتاب الطهارة - باب في الغسل في الجمعة.

(٧) صحيح البخاري ص ٣٨٣ رقم (١٩٧٦)، كتاب الصوم - باب صوم الدهر، وصحيح مسلم ص ٤٨٨ =