كتاب الصلاة
  وعن الإمام يحيى، وأبي حنيفة، وقول للشافعي: يقصر أبدًا(١)؛ إذ الأصل السفر؛ ولما رواه البيهقي عن ابن عمر أنه أقام بآذربيجان(٢) ستة أشهر يقصر الصلاة(٣). وحكي في الشفاء عن أنس أنه أقام بنيسابور(٤) سنة أو سنتين يقصر الصلاة(٥). وأن أصحاب النبي ÷ أقاموا برامهرمز(٦) تسعة أشهر يقصرون الصلاة(٧).
  وعن الشافعي: يتم بعد أربع ليال. وعنه: بعد سبعة عشر يوما(٨).
  لنا: قول علي أصرح وأرجح. والله أعلم.
  الأمر الثالث: ما قصده أيده الله تعالى بقوله(٩): (أو ينوي هو أو متبوعه إقامة عشر في موضع أو ما في حكمه) فإذا نوى المسافر أو متبوعه: كسيده، أو إمامه، أو نحوهما إقامة عشر، في أي موضع، أو فيما هو في حكم الموضع، كأن يعزم على الإقامة في موضعين أو مواضع يجمعها الميل، فإنه يلزمه الإتمام، وإذا التبس ذلك على التابع وجب عليه أن يسأل المتبوع؛ ليعمل بمقتضى نيته.
(١) ينظر: الانتصار ٤/ ٢٥٩، والمجموع ٤/ ٢٤٢، والهداية ١/ ٨٠، واللباب في شرح الكتاب ١/ ١٠٧.
(٢) آذربيجان: بلاد بين الروم العراق، وهي اليوم قسمان: آذربايجان الإيرانية، وآذر بايجان التابعة للاتحاد السوفياتي سابقاً، والإيرانية تقع بين الاتحاد السوفيتي شمالاً وتركية والعراق غربا وبحيرة خزر شرقا، مساحتها ٩٠ ألف كيلو متر مربع، والسوفياتيه تقع على شاطئ بحر خزر. ينظر الموسوعة الإسلامية ٧٤.
(٣) أخرجه البيهقي في سننه، كتاب الصلاة - باب من قال: يقصر يدا من لم يجمع مكثا. ٣/ ١٥٢، وعبد الرزاق في مصنفه ٢/ ٥٣٣ رقم (٤٣٣٩)، في (ب): بتكرار قوله (يقصر الصلاة) قبل ستة أشهرها، وبعدها.
(٤) نيسابور: بفتح أوله المركز الرئيسي لإقليم خراسان الذي يقع حاليا في الزاوية الشمالية الغربية من إيران على حدود أفغانستان وروسيا. مقدمة تاريخ نيسابور، لأبي عبد الله محمد بن عبد اله الحاكم النيسابوري - دار البشائر الإسلامية ١/ ٢، ومعجم البلدان ٥/ ٣٣٢، باب النون والياء.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٢/ ٢٠٨ رقم (٨٢٠٤)، والطبراني في المعجم الكبير ١/ ٢٤٣ رقم (٦٧٩)، وشفاء الأوام ١/ ٤٢١.
(٦) رامهرمز: معنى رام بالفارسية: المراد والمقصود وهرمز: أحد الأكاسرة، فكأن هذه اللفظة مركبة معناها مقصود هرمز أو مراد هرمز. وقال مدينة مشهورة بنواحي خوزستان، والعامة يسمونها رامز كسلا منهم عن تتمة اللفظة بكمالها واختصارا، ورامهرمز من بين مدن خوزستان تجمع النخل والجوز والأترنج وليس ذلك يجتمع بغيرها من مدن خوزستان. ينظر: معجم البلدان ٣/ ١٧.
(٧) شفاء الأوام ١/ ٤٢١.
(٨) وقيل: ثمانية عشر، وتسعة عشر، وعشرون. ينظر: المجموع ٤/ ٢٤٢، والحاوي ٢/ ٤٦٧.
(٩) في (ج): ما أشار إليه بقوله.