تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثالث: في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وما يتصل بذلك

صفحة 135 - الجزء 1

  سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: «لَا يُحِبُّ عَلِيًّا إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ»⁣(⁣١).

  ١٠٢ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: حدثنا محمد بن بلال، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالله بن سلَّام، قال: حدثنا عَبَّاد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع قال:

  كَانَ عَلِيٌّ # يُجَهِّزُ لِرَسُولِ اللهِ ÷، حِينَ كَانَ فِي الْغَارِ يَأْتِيهِ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَاسْتَأْجَرَ ثَلَاثَ رَوَاحِلَ لِلنَّبِيِّ ÷ وَلِأَبِي بَكْرٍ وَلِدَلِيلِهِمَا، وَخَلَّفَهُ النَّبِيُّ ÷ لِيُخْرِجَ إِلَيْهِ أَهْلَهُ، فَأَخْرَجَهُمْ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَدِّيَ عَنْهُ أَمَانَاتِهِ وَوَصَايَا مَنْ كَانَ يُوصِي إِلَيْهِ وَمَا كَانَ يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ، فَأَدَّى عَنْهُ أَمَانَتَهُ كُلَّهَا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ لَيْلَةَ خَرَجَ، وَقَالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا لَنْ يَفْقِدُونِي مَا دَامُوا يَرَوْنَكَ».

  فَاضْطَجَعَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ ÷، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَطَّلَّعُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَوْهُ قَالُوا: هُوَ ذَا نَائِمٌ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا وَرَأَوْا عَلِيًّا # قَالُوا: لَوْ خَرَجَ مُحَمَّدٌ لَخَرَجَ بِعَلِيٍّ، فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ ÷ خَبَرُ قُدُومِهِ، قَالَ: «ادْعُوا لِي عَلِيًّا» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى قَدَمَيْهِ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ÷؛ فَلَمَّا رَآهُ اعْتَنَقَهُ وَبَكَى رَحْمَةً لَهُ لِمَا رَأَى مَا بِقَدَمَيْهِ مِنَ الْوَرَمِ وَأَنَّهُمَا يَقْطُرَانِ دَمًا، وَتَفَلَ رَسُولُ اللهِ ÷ فِي يَدِهِ فَمَسَحَهُمَا بِهِ، وَدَعَا لَهُ بِالْعَافِيَةِ، فَمَا اشْتَكَاهُمَا حَتَّى اسْتُشْهِدَ #(⁣٢).


(١) رواه الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام ١/ ٤٤ وروي من أوجه أخرى عن أم سلمة رواه أبو نعيم في فضائل الخلفاء ص ٧٦ وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة ص ١٧٦ وعبدالله بن أحمد في الفضائل ٢/ ٦٤٨ والطبراني في الكبير ٢٣/ ٣٧٥ والآجري في الشريعة ٤/ ٢٠٥٦ وابن عدي في الكامل ٥/ ٣٧٦ وانظر الشافي ٤/ ١٢٨ وحاشية كرامات الأولياء ص ٤٥٤ - ٤٥٥ ولوامع الأنوار ٢/ ٨٣٣ - ٨٤١.

(٢) رواه محمد بن منصور ¥ والقاضي العلامة محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١/ ٣٦٤ والسيد الإمام أبو العباس الحسني # في المصابيح ص ٢٢٦ وابن عساكر في تأريخ دمشق ٤٢/ ٤٩ وابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ٥٩٣.