الباب الرابع في وصاياه # وذكر مقتله وقبره
  ابْنُهُ الْحَسَنُ # وَكَبَّرَ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ، وَدُفِنَ عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَدَعَا الْحَسَنُ # بَعْدَ دَفْنِهِ إِيَّاهُ ابْنَ مُلْجَمٍ - لَعَنَهُ اللهُ - فَأُتِيَ بِهِ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْخُذَ عَلَيَّ الْعُهُودَ أَنِّي أَرْجِعُ إِلَيْكَ حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِكَ بَعْدَ أَنْ أَمْضِيَ إِلَى الشَّامِ فَأَنْظُرَ مَاذَا فَعَلَ صَاحِبِي بِمُعَاوِيَةَ؛ فَإِنْ كَانَ قَتَلَهُ وَإِلَّا قَتَلْتُهُ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْكَ فَتَحْكُمُ فِيَّ بِحُكْمِكَ.
  فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ #: هَيْهَاتَ؛ وَاللهِ لَا تَشْرَبُ الْمَاءَ الْبَارِدَ أَوْ تَلْحَقَ رُوحُكَ بِالنَّارِ. ثُمَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، فَاسْتَوْهَبَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ بِنْتُ الْأَسْوَدِ النَّخَعِيَّةُ جِيفَتَهُ مِنْهُ، فَوَهَبَهَا لَهَا، فَأَحْرَقَتْهَا بِالنَّارِ(١).
(١) رواه أبو الفرج في المقاتل ص ٥٤ وابن أبي الحديد في شرح النهج ٦/ ١٢٥ والشهيد حميد في الحدائق ١/ ٩٩ وانظر الأحكام للإمام الهادي # ٢/ ٣٩٢ والطبراني في المعجم الكبير ١/ ٩٧ ومقتل علي لابن أبي الدينا ص ٦٢.