الباب السادس في فضل الحسن والحسين @ وما يتصل بذلك
  مَدْحَاتَهُ قُلْتُ: احْمِلْنِي، فَيَقُولُ: وَيْحَكَ؛ أَتَرْكَبُ ظَهْرًا حَمَلَهُ رَسُولُ اللهِ ÷! فَأَتْرُكُهُ، وَإِذَا أَصَابَتْ مَدْحَاتُهُ مَدْحَاتِي قُلْتُ: لَا أَحْمِلُكَ كَمَا لَمْ تَحْمِلْنِي، فَيَقُولُ: أَوَمَا تَرْضَى أَنْ تَحْمِلَ بَدَنًا حَمَلَهُ رَسُولُ اللهِ ÷! فَأَحْمِلُهُ(١).
  ١٢٦ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العَقِيقِي، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الرافعي، قال: حدثنا إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جده قال:
  رَأَيْتُ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ @ يَمْشِيَانِ إِلَى الْحَجِّ، فَلَمْ يَمُرَّا بِرَاكِبٍ إِلَّا نَزَلَ يَمْشِي، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَى بَعْضِهِمْ، فَقَالُوا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: قَدْ ثَقُلَ عَلَيْنَا الْمَشْيُ، وَلَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ نَرْكَبَ وَهَذَانِ الْفَتَيَانِ يَمْشِيَانِ، فَقَالَ سَعْدٌ لِلْحَسَنِ #: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْمَشْيَ قَدْ ثَقُلَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِمَّنْ مَعَكَ، وَالنَّاسُ إِذَا رَأَوْكُمَا تَمْشِيَانِ لَمْ تَطِبْ أَنْفُسُهُمْ بِأَنْ يَرْكَبُوا، فَلَوْ رَكِبْتُمَا، فَقَالَ الْحَسَنُ #: لَا نَرْكَبُ؛ قَدْ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَمْشِيَ، وَلَكِنْ أَتَنَكَّبُ الطَّرِيقَ. فَأَخَذَ جَانِبًا(٢).
  ١٢٧ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم بن علي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: حدثني بِسْطام بن قرة(٣)، عن عمرو بن ثابت قال:
  لَمَّا أَرَادَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيّ @ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ خَطَبَ أَصْحَابَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، وَخَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى؛ أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ، وَأَنَّ الْبَاطِلَ لَا
= غَلَبَ صَاحِبُهَا، وَإِنْ لَمْ يقَعْ غُلِبَ. والدَّحْوُ: رَمْي الَّلاعِب بالْحَجرِ والجوْزِ وَغَيْرِهِ. وانظر الغريبين في القرآن والحديث ٢/ ٦٢٤.
(١) رواه ابن الخليل في جزء الحديث جزء عوالي هشام بن عروة ص ٣٩٥ وأبو عبيد في الغريبين ٢/ ٦٢٤ والبغوي في شرح السنة ١٠/ ٣٩٤ وانظر طبقات ابن سعد في متتم الصحابة ١/ ٢٩٤ وأبو حاتم في الزهد ص ٦٩ والطبراني في الكبير ٣/ ٢٨ وابن عساكر في تأريخ دمشق ١٣/ ٢٣٩.
(٢) رواه المفيد في الارشاد ص ١٢٨ وابن شهر آشوب في المناقب ٣/ ٣٩٩.
(٣) لعل الصواب: حَدَّثَنِي بِسْطَامُ بْنُ مُرَّةَ. انظر لسان الميزان ٢/ ٢٨٢.