الباب السابع في فضل زيد بن علي # وما يتصل بذلك
  ١٤٥ - وبه قال: أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن جعفر الموسوي، قال: حدثني أبو محمد علي بن أحمد، عن أبيه أحمد بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد $ قال:
  كَانَ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ @ إِذَا تَرَعْرَعَ وَلَدُهُ اشْتَرَى لَهُمُ الْجَوَارِيَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: يُمَرَّنُونَ عَلَيْهِنَّ فَلَا يَسْتَخْفُونَ الْحَرَائِرَ(١)، فَقَالَ: فَقُدِّمَتْ إِلَى بَعْضِ وَلَدِهِ جَارِيَةٌ لِيَعْتَرِضَهَا، فَلَمْ تَعْتَرِضْ، فَسُئِلَتْ عَنِ امْتِنَاعِهَا فَقَالَتْ: أُرِيدُ الشَّيْخَ - تَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ # - فَقِيلَ لَهَا: وَمَا تَصْنَعِينَ بِهِ؟ فَإِنَّهُ صَوَّامٌ نَهَارَهُ، وَقَوَّامٌ لَيْلَهُ، مَتَى يَتَفَرَّغُ إِلَيْكِ؟! فَقَالَتْ: قَدْ رَضِيتُ، لِأَنِّي سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ حَسَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَسَبِي وَنَسَبِي» فَأَحْبَبْتُ ذَلِكَ مِنْ مِثْلِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ @ بِذِكْرِ رَسُولِ اللهِ ÷ تَمَعَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَاذَا يُعْجِبُكِ مِنِّي؟ فَقَالَتْ: حُسْنُ عَيْنَيْكَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَى الْبِلَى، فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتِيهِمَا بَعْدَ ثَلَاثٍ مِنْ دَفْنِي وَقَدِ انْشَقَّتَا وَسَالَتَا عَلَى خَدِّي، وَأَكَلَ الدُّودُ لَحْمِي، وَمَصَّ الثَّرَى صَدِيدِي، هُنَاكَ تُنْكِرِينَ مَا اسْتَحْسَنْتِ مِنِّي، فَقَالَتْ: بِحَقِّ رَسُولِ اللهِ ÷ إِلَّا اشْتَرَيْتَنِي(٢)، فَاشْتَرَاهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ @.
  ١٤٦ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني، قال: حدثنا الحسن بن علي بن هاشم الأسدي،
(١) في الهامش: فَلَا يَسْتَحِبُّونَ.
(٢) لعل العبارة: «إلا تسريتني فتسراها» فتصحفت لتشابه رسم العبارتين؛ لأن سياق الكلام أنها قد عرضت على ولده ولم ترد واحدًا منهم فهي تريد أن يأخذها لنفسه سرية لا أن يشتريها فقط ولذلك ذكرت الحديث عن النبي ÷ في انقطاع كل سبب ونسب. وفي شرح الرسالة الناصحة: «إلا أخذتني فأخذها» ويؤكد هذا ما في الحدائق الوردية قال فيها في سياق ذكر الإمام زيد #: «وأمه: أم ولد اسمها جيدا، شراها المختار بن أبي عبيد بثلاثين ألف درهم، فقال: ما أرى أحدًا أحق بكِ من علي بن الحسين @، فبعث بها إليه، فلما وصلت إليه عرضها على بعض ولده، وكان إذا ترعرع أحدٌ منهم شرى لهم الجواري، فلما أحسّت بذلك قالت: أريد الشيخ؛ فاستخلصها # لنفسه».