الباب السابع في فضل زيد بن علي # وما يتصل بذلك
  قال: حدثنا أحمد بن رشد(١)، عن سعيد بن خُثَيْم(٢)، عن أخيه مَعْمَر قال:
  قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ @: كُنْتُ أُمَارِي هِشَامَ بْنَ عَبْدِالْمَلِكِ وَأُكَايِدُهُ فِي الْكَلَامِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا فَذَكَرَ بَنِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ: هُمْ أَشَدُّ قُرَيْشٍ أَرْكَانًا، وَأَشْيَدُ قُرَيْشٍ مَكَانًا، وَأَشَدُّ قُرَيْشٍ سُلْطَانًا، وَأَكْثَرُ قُرَيْشٍ أَعْوَانًا، كَانُوا رُؤُوسَ قُرَيْشٍ فِي جَاهِلِيَّتِهَا وَمُلُوكَهُمْ فِي إِسْلَامِهَا.
  فَقُلْتُ: عَلَى مَنْ تَفْتَخِرُ؟! عَلَى هَاشِمٍ أَوَّلِ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَضَرَبَ الْهَامَ وَخَضَعَتْ لَهُ قُرَيْشٌ بِإِرْغَامٍ، أَمْ عَلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَيِّدِ مُضَرٍ جَمِيعًا؛ وَإِنْ قُلْتَ: مَعَدٍّ كُلِّهَا صَدَقْتَ، إِذَا رَكِبَ مَشَوْا، وَإِذَا انْتَعَلَ احْتَفَوْا، وَإِذَا تَكَلَّمَ سَكَتُوا، وَكَانَ يُطْعِمُ الْوَحْشَ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَالطَّيْرَ وَالسِّبَاعَ وَالْإِنْسَ فِي السَّهْلِ، حَافِرِ زَمْزَمٍ، وَسَاقِي الْحَجِيجِ، وَرَبِيعِ الْعُمْرَتَيْنِ، أَمْ عَلَى بَنِيهِ أَشْرَفِ رِجَالٍ، أَمْ عَلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ رَسُولِ اللهِ ÷، حَمَلَهُ اللهُ عَلَى الْبُرَاقِ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ بِيَمِينِهِ وَالنَّارَ بِشِمَالِهِ، فَمَنْ تَبِعَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ دَخَلَ النَّارَ، أَمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَخِي رَسُولِ اللهِ ÷، وَابْنِ عَمِّهِ، الْمُفَرِّجِ الْكُرَبِ عَنْهُ، وَأَوَّلِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ÷، لَمْ يُبَارِزْهُ فَارِسٌ قَطُّ إِلَّا قَتَلَهُ، وَقَالَ فِيهِ
(١) الصواب: أحمد بن راشد، وهو أحمد بن راشد الهلالي أحد الأعلام من المتولين للعترة الكرام، عداده في ثقات محدثي الشيعة، تكلموا عليه لأجل مودته لآل الرسول $، وقد سبق الكلام عليه. (من خط السيد العلامة محمد بن الحسن العجري ¦).
(٢) سعيد بن خثيم - بضم خاء معجمة وفتح مثلثة وسكون تحتية ثم ميم بصيغة التصغير - ابن راشد الهلالي أبو مَعْمَر الكوفي أحد رجال زيد بن علي # وشيعته المجاهدين بين يديه وهو الذي لما سب بعض أهل الشام الذين حاربوا زيد بن علي @ فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فبكى زيد بن علي حتى لزقت لحيته وجعل يقول: أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله ÷ أما أحد يغضب لرسول الله أما أحد يغضب لله ø - انسل سعيد | من وراء العسكرين حتى ضرب عنق الشامي ورمى برأسه بين يدي بغلته وجيفته عن السرج وغنم البغلة وكاد أهل الشام أن يرهقوه فاستنقذه أصحاب زيد بن علي #، فلما أتاه جعل يقبل بين عينيه ويقول: «أدركت والله ثأرنا، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة، اذهب بالبغلة فقد نفلتكها» وأخوه مَعْمَر أيضاً من رجال زيد أيضاً # الذين أخذوا عنه. (هامش هـ).