الباب السابع في فضل زيد بن علي # وما يتصل بذلك
  رَسُولُ اللهِ ÷ مَا لَمْ يَقُلْهُ فِي أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَلَا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.
  قَالَ: فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ وَبُهِتَ(١).
  ١٤٧ - وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني، قال: حدثنا الحسن بن علي بن هاشم الأسدي، قال حدثنا أحمد بن رشد، قال: حدثنا أبو مَعْمَر سعيد بن خُثَيْم:
  أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ @ كَتَّبَ كَتَائِبَهُ فَلَمَّا خَفَقَتْ رَايَاتُهُ رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْمَلَ لِي دِينِي وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي لَقِيتُ مُحَمَّدًا ÷ وَلَمْ آمُرْ أُمَّتَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ أَنْهَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاللهِ مَا أُبَالِي إِذَا أَقَمْتُ كِتَابَ اللهِ ø وَسُنَّةَ رَسُولِهِ ÷ أَنَّهُ أُجِّجَتْ لِي نَارٌ ثُمَّ قُذِفْتُ فِيهَا، ثُمَّ صِرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى، وَاللهِ لَا يَنْصُرُنِي أَحَدٌ إِلَّا كَانَ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى مَعَ مُحَمَّدٍ ÷ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ $، وَيْحَكُمْ أَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقُرْآنَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ÷ وَنَحْنُ بَنُوهُ.
  يَا مَعْشَرَ الْفُقَهَاءِ؛ وَيَا أَهْلَ الْحِجَا؛ أَنَا حُجَّةُ اللهِ عَلَيْكُمْ هَذِهِ يَدِي مَعَ أَيْدِيكُمْ عَلَى أَنْ نُقِيمَ حُدُودَ اللهِ وَنَعْمَلَ بِكِتَابِ اللهِ وَنَقْسِمَ بَيْنَكُمْ فَيْأَكُمْ بِالسَّوِيَّةِ، فَسَلُونِي عَنْ مَعَالِمِ دِينِكُمْ فَإِنْ لَمْ أُنَبِّئْكُمْ بِكُلِّ مَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ فَوَلُّوا مَنْ شِئْتُمْ مِمَّنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ أَعْلَمُ مِنِّي، وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ عِلْمَ أبي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعِلْمَ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعِلْمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ ÷ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَهْلَ بَيْتِي، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ كَذْبَةً مُنْذُ عَرَفْتُ يَمِينِي مِنْ شِمَالِي، وَلَا انْتَهَكْتُ مُحَرَّمًا مُنْذُ عَرَفْتُ أَنَّ اللهَ يُؤَاخِذُنِي بِهِ، هَلُمُّوا فَسَلُونِي.
  قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْكُنَاسَةِ، فَحَمَلَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانُوا بِهَا،
(١) رواه السيد الإمام أبو العباس الحسني # في المصابيح ص ١٦٨ والخوارزمي في مقتل الحسين # ٢/ ١٣١ والإمام المنصور بالله # في الشافي ١/ ٤٩٥ والسيد حميدان في مجموعه ص ٥٧ والإمام الحسن بن بدر الدين # في أنوار اليقين خطية والامين في أعيان الشيعة ٧/ ١١٣.