تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب السابع في فضل زيد بن علي # وما يتصل بذلك

صفحة 178 - الجزء 1

  جَزَائِي مِنْكُمْ؟!(⁣١).

  ١٤٩ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى، قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن العَقِيقِي، قال: حدثني عمار بن أَبَان، قال: حدثني كليب الحارثي:

  أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ @ دَخَلَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عبدالملك، وَقَدْ جَمَعَ لَهُ هِشَامٌ الشَّامِيِّينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ فَوْقَ أَنْ يُوصَى بِتَقْوَى اللهِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ دُونَ أَنْ يُوصِيَ بِتَقْوَى اللهِ، وَأَنَا أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ.

  فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: أَنْتَ زَيْدٌ الْمُؤَمِّلُ لِلْخِلَافَةِ، الرَّاجِي لَهَا؟! وَمَا أَنْتَ وَالْخِلَافَةُ وَأَنْتَ ابْنُ أَمَةٍ؟!.

  فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ @: إِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا عِنْدِي أَعْظَمَ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ بَعَثَ اللهُ نَبِيًّا هُوَ ابْنُ أَمَةٍ، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ تَقْصِيرًا عَنْ حَتْمِ الْغَايَةِ لَمْ يُبْعَثْ، وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالنُّبُوَّةُ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً عِنْدِ اللهِ مِنَ الْخِلَافَةِ، فَكَانَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ مَعَ أُمِّ إِسْحَاقٍ كَأُمِّي مَعَ أُمِّكَ، ثُمَّ لَمْ يَمْنَعْ ذَلِكَ أَنْ جَعَلَهُ اللهُ أَبَا الْعَرَبِ، وَأَبَا خَيْرِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ ÷، وَمَا تَقْصِيرُكَ بِرَجُلٍ جَدُّهُ رَسُولُ اللهِ ÷، وَأَبُوهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

  فَوَثَبَ هِشَامٌ مِنْ مَجْلِسِهِ، وَتَفَرَّقَ الشَّامِيُّونَ، وَدَعَا قَهْرَمَانَهُ فَقَالَ: لَا يَبِيتَنَّ هَذَا فِي عَسْكَرِي.

  فَخَرَجَ أَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدٌ # وَهُوَ يَقُولُ: لَمْ يَكْرَهْ قَوْمٌ قَطّ حَرَّ السُّيُوفِ إِلَّا ذَلُّوا.

  قَالَ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ الْعَقِيقِيُّ: وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ نَحْوَ حَدِيثِ كُلَيْبٍ إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِيهِ:


(١) رواه الإمام المرشد بالله # في الأمالي الاثنينية ص ٦٢١ وأبو مخنف في أخبار الإمام زيد # ص ٩١ والفضل بن شاذان في الايضاح ص ٥٠٢ وأبو الفرج في المقاتل ص ١١٤ والخوارزمي في مقتل الحسين # ٢/ ١٢٤ وابن العديم في تاريخ حلب ٩/ ١٨٦ وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩/ ٤٨٠ والمزي في تهذيب الكمال ١٠/ ٩٨ والذهبي في تاريخ الإسلام ٨/ ١٠٦ والسمهودي في جواهر العقدين ٢/ ٢٠٧.