الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ يُنَادُونَهُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)⁣^(⁣١).

  ١٥٢ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر الكوفي، قال: حدثني عمر بن محمد البصري النُّمَيْري، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا مُحْرِز بن هشام المرادي، قال: حدثنا السَّرِي بن عبدالله السلمي، عن هاشم بن البَرِيد⁣^(⁣٢)، عن أبي حفص المكي، قال:

  لَمَّا رَحَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ @ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ سِرْتُ مَعَهُ، فَنَزَلَ مَاءً مِنْ مِيَاهِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَأَمَرَ غُلَامَهُ فَاشْتَرَى شَاةً فَذَبَحَهَا، فَجَاءَ صَاحِبُهَا، فَلَمَّا رَأَى هَيْئَةَ الْحُسَيْنِ # وَأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ وَبِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؛ هَذَا اشْتَرَى شَاتِي وَذَبَحَهَا وَلَمْ يَدْفَعْ إِلَيَّ الثَّمَنَ، فَغَضِبَ الْحُسَيْنُ # غَضَبًا شَدِيدًا، وَدَعَا غُلَامَهُ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ - يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ - أَعْطَيْتُهُ ثَمَنَهَا، وَهَذِهِ الْبَيِّنَةُ، فَسَأَلَهُمُ الْحُسَيْنُ #، فَشَهِدُوا أَنَّهُ قَدْ أَعْطَاهُ ثَمَنَهَا، وَقَالَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؛ رَأَى هَيْئَتَكَ فَصَاحَ إِلَيْكَ لِتُعَوِّضَهُ، فَأَمَرَ لَهُ الْحُسَيْنُ بِمَعْرُوفٍ.

  فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ @: مَا اسْمُكَ يَا أَعْرَابِيُّ؟ فَقَالَ: زَيْدٌ، فَقَالَ: مَا بِالْمَدِينَةِ أَكْذَبُ مِنْ رَجُلٍ اسْمُهُ زَيْدٌ، وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يُسَمَّى زَيْدًا يَبِيعُ الْخُمُرَ،

(١) رواه السيد الإمام أبو عبدالله العلوي في مناقب الإمام زيد # خطية والإمام المرشد بالله # في الأمالي الاثنينية ص ٥٧٧ والحافظ أبو الجعابي وأبو سعيد السمان والحاكم الجشمي في جلاء الأبصار والخوارزمي في مقتل الحسين # ٢/ ١٣٤ والإمام المنصور بالله # في شرح الرسالة ص ٣٠٦ والشهيد حميد في الحدائق ١/ ٢٤٦ والأمير الحسين # في الينابيع ص ٤٦٨ والسيد العلامة الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد في التعليق الوافي ١/ ٤٩٧ والإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # في لوامع الأنوار ٢/ ٢٤ وفي مجمع الفوائد ص ٥٣٦ والقاضي السياغي في الروض ١/ ١٠٨ ط ٢ وعزاه إلى الدَّيْلَمِيِّ فِي (مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ)، وَالْإِمَامِ الْمَهْدِيُّ لِدِينِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَهَّرِ فِي (الْمِنْهَاجِ الْجَلِيِّ)، وَالْحَاكِمِ فِي (جِلَاءِ الْأَبْصَارِ)، وَالْإِمَامِ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ الْحُسَينِ الْهَارُونِيّ فِي (الْأَمَالِيِّ).

(٢) بفتح الموحدة وكسر الراء وسكون المثناة التحتية ودال مهملة، الكوفي، يروي عن أبي إسحاق السبيعي وغيره، وهو والد علي بن هاشم ابن البريد الشيعي الكبير المشهور. اهـ. وسيأتي له ذكر في الكتاب إن شاء الله. (هامش هـ).