الباب الثامن في فضل أهل البيت $ كافة وأخبارهم وما يتصل بذلك
  لَا عَيْبَ فِي دِينِنَا وَلَا أَثَرَهْ ... بِالسَّيْفِ نَعْلُو جَمَاجِمَ الْكَفَرَهْ
  يَا قَوْمَنَا بَيْعَتَانِ وَاحِدَةٌ ... هاتَا وَهَاتَاكَ بَيْعَةُ الشَّجَرَهْ
  رُدُّوا عَلَيْنَا تُرَاثَ وَالِدِنَا ... خَاتَمَهُ وَالْقَضِيبَ وَالْحَبَرَهْ
  وَبَيْتَ ذِي الْعَرْشِ سَلِّمُوهُ لَنَا ... يَلِيهِ مِنَّا عِصَابَةٌ طَهَرَهْ
  فَطَالَمَا دُنِّسَتْ مَشَاعِرُهُ ... وَأَظْهَرَتْ فِيهِ فِسْقَهَا الْفَجَرَهْ(١)
  ١٨٢ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس الحسني |، قال حدثنا محمد بن جعفر القرداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حنان بن سُدَيْرٍ، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر $ قال:
  كَانَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ # إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ يَقْشَعِرُّ جِلْدُهُ، وَيَصْفَرُّ لَوْنُهُ، وَتَرْتَعِدُ فَرْائِصُهُ، وَيَقِفُ تَحْتَ السَّمَاءِ وَدُمُوعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ، وَيَقُولُ: لَوْ عَلِمَ الْعَبْدُ مَنْ يُنَاجِي مَا انْفَتَلَ.
  وَلَقَدْ بَرَزَ يَوْمًا إِلَى الصَّحْرَاءِ فَتَبِعَهُ مَوْلًى لَهُ فَوَجَدَهُ قَدْ سَجَدَ عَلَى حِجَارَةٍ خَشِنَةٍ، قَالَ مَوْلَاهُ: فَوَقَفْتُ وَأَنَا أَسْمَعُ شَهِيقَهُ وَبُكَاءَهُ، قَالَ: فَأَحْصَيْتُ أَلْفَ مَرَّةٍ وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ حَقًّا حَقًّا، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تَعَبُّدًا وَرِقَّا، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِيمَانًا وَصِدْقًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ وَإِنَّ لِحْيَتَهُ وَوَجْهَهُ قَدْ غُمِرَا بِالْمَاءِ مِنْ دُمُوعِ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: يَا سَيِّدِي؛ أَمَا آنَ لِحُزْنِكَ أَنْ يَنْقَضِيَ، وَلِبُكَائِكَ أَنْ يَقِلَّ؟ فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ؛ إِنَّ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ $ كَانَ نَبِيًّا ابْنَ نَبِيٍّ ابْنِ نَبِيٍّ، لَهُ أَحَدَ عَشَرَ ابْنًا، فَغَيَّبَ اللهُ عَنْهُ وَاحِدًا مِنْهُمُ، فَشَابَ رَأْسُهُ مِنَ الْحُزْنِ، وَاحْدَوْدَبَ ظَهْرُهُ مِنَ الْغَمِّ، وَذَهَبَ بَصَرُهُ مِنَ الْبُكَاءِ، وَابْنُهُ حَيٌّ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَأَنَا رَأَيْتُ أَبِي وَأَخِي وَسَبْعَةَ عَشَرَ
(١) رواه الحاكم الجشمي في جلاء الأبصار، والخوارزمي في مقتل الحسين (٢/ ١٢٥)، وابن اسفنديار في تأريخ طبرستان ص ٢٤١، والإمام المنصور بالله # في الشافي (١/ ٦٨٦) والإمام مجدالدين المؤيدي # في التحف ص ١٦٢، وفي جلاء الأبصار وتاريخ طبرستان «لَا حَيْفَ .... الخ.