الباب الثاني عشر في ذكر الإيمان وخصاله وأخلاق المؤمن وما يتصل بذلك
  ٣٠١ - وبه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا محمد بن يزداذ، قال: حدثنا سمعان بن بحر، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي، قال: حدثني أبي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَا تَمَّ دِينُ إِنْسَانٍ قَطُّ حَتَّى يَتِمَّ عَقْلُهُ»(١).
  ٣٠٢ - وبه قال: أخبرنا محمد بن بُنْدَار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثني نصر بن عبدالرحمن الوَشّاء وسهل بن عثمان العسكري، قالا: حدثنا المحاربي، عن عبدالحميد بن أبي جعفر، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عمر قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «خَمْسٌ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُنَّ شَيْئًا دُونَ شَيْءٍ، شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِيمَانٌ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ هَذِهِ وَاحِدَةٌ، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ الْإِيمَانَ إِلَّا بِالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةُ طَهُورٌ مِنَ الذُّنُوبِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ الْإِيمَانَ وَلَا الصَّلَاةَ إِلَّا بِالزَّكَاةِ، فَمَنْ فَعَلَ هَذِهِ ثُمَّ جَاءَ رَمَضَانُ وَتَرَكَ صِيَامَهُ مُتَعَمِّدًا لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ الْإِيمَانَ وَلَا الصَّلَاةَ وَلَا الزَّكَاةَ، وَمَنْ فَعَلَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَ وَتَيَسَّرَ لَهُ الْحَجُّ وَلَمْ يَحُجَّ وَلَمْ يُوصِ بِحَجَّةٍ، وَلَمْ يَحُجَّ عَنْهُ بَعْضُ أَهْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ الْإِيمَانَ وَلَا الصَّلَاةَ وَلَا الزَّكَاةَ وَلَا صِيَامَ رَمَضَانَ؛ لِأَنَّ الْحَجَّ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ وَلَنْ يَقْبَلَ اللهُ شَيْئًا مِنْ فَرَائِضِهِ بَعْضَهَا دُونَ بَعْضٍ»(٢).
  ٣٠٣ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن بُنْدَار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو خالد، عن أبي مالك الأشجعي، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر:
(١) رواه الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني # في شرح البالغ المدرك ص ٥١ - ٥٢، والإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٦٧، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٢٥٥.
(٢) رواه العنسي في الارشاد ص ٣١٦ والسيد العلامة الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد ¦ في التعليق الوافي على الشافي ٣/ ٤٨ وأبو نعيم في الحلية ٥/ ٢٠١ والديلمي في الفردوس ٢/ ٢٢٦ وابن رجب الحنبلي في جامع العلوم ١/ ١٥٠ وفي شرحه على البخاري ٤/ ٢١٥.