الباب الثالث عشر في فضل القرأىن وما يتصل بذلك
  النَّاسُ نِيَامٌ، وَفِي نَهَارِهِ إِذَا النَّاسُ يَتَبَطَّلُونَ، وَفِي بُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَفِي حُزْنِهِ إِذَا النَّاسُ يَفْرَحُونَ، وَفِي صَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْلِطُونَ. يَا حَامِلَ الْقُرْآنِ تَوَاضَعْ للهِ يَرْفَعْكَ اللهُ، وَلَا تَتَعَزَّزْ فَيُذِلَّكَ اللهُ، وَتَزَيَّنْ للهِ يُزَيِّنْكَ اللهُ، وَلَا تَتَزَيَّنْ لِلنَّاسِ فَيَمْقُتَكَ اللهُ، اللهُ أَفْضَلُ لَكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ دُونِ اللهِ، وَمَنْ وَقَّرَّ الْقُرْآنَ فَقَدْ وَقَّرَ اللهَ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ الْقُرْآنِ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللهِ، وَحُرْمَةُ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللهِ كَحُرْمَةِ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ يُدْعَوْنَ فِي التَّوْرَاةِ الْمَخْصُوصِينَ بِرَحْمَةِ اللهِ الْمُلَبَّسِينَ نُورَ اللهِ الْمُعَلِّمِينَ كِتَابَ اللهِ، مَنْ وَالَاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللهَ وَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَ اللهَ، يَدْفَعُ اللهُ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ بَلْوَى الدُّنْيَا، وَيَدْفَعُ اللهُ عَنْ تَالِي الْقُرْآنِ بَلْوَى(١) الْآخِرَةِ»(٢).
  ٣١٧ - وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد قال: حدثنا الحارث بن محمد، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا صالح المري، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى قال:
  قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ø؟ قَالَ: «عَمَلُ الْحَالِّ الْمُرْتَحِلِ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَنِ الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: «صَاحِبُ الْقُرْآنِ يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ»(٣).
(١) وفي نسخة: «بَلْوَى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ».
(٢) رواه محمد بن منصور في أمالي الإمام أحمد بن عيسى # العلوم ٢/ ٤٢٣ - ٤٢٥، والكليني في الكافي ٤/ ٦٠٧ والبروجردي في جامع الأحاديث ١٥/ ١٥٣، والترمذي الحكيم في نوادر الأصول ٣/ ٢٦٠، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن وتلاوته صفحة ١٠٦، والسيوطي في جامع الأحاديث ١٥/ ٢٢٢ - ٢٢٣ قال: وأخرجه أبو نصر السجزي فى الإبانة عن عائشة وقال: هذا من أحسن الحديث وأغربه وليس في إسناده إلا مقبول ثقة.
(٣) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٣٨٦ وابن المبارك في الزهد ١/ ٢٧٦ والترمذي الحكيم في النوادر ٣/ ٢٥٧ والدارمي في السنن ٤/ ٤١٨٠ وفي مسنده ٢/ ١٠٩٧ والترمذي ٥/ ١٩٧ والطبراني في الكبير ١٢/ ١٦٨ وأبو نعيم في الحلية ٢/ ٢٦٠ - ٦/ ١٧٤.