تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع عشر في الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك

صفحة 287 - الجزء 1

  وَيُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ، وَيُحَرَّمُ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَلَالُ، لَا مَلِيٌّ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلَا أَهْلٌ لإِصْلَاحِ مَا فَرَطَ مِنْهُ.

  فَأَبْصِرُوا مَعَادِنَ الْجَوْرِ، وَاسْتَقُصُّوا⁣(⁣١) بِالدَّمِّ آثَارَهَا، وَاسْتَرْوِحُوا إِلَى طَاعَةِ مَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ، ثُمَّ رِدُوا هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ، وَاحْذَرُوا هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ.

  وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعِلْمَ الَّذِي هَبَطَ بِهِ آدَمُ # وَمَا فَصَّلَتْهُ الْأَنْبِيَاءُ فِي عِتْرَةِ نَبِيِّكُمْ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ عَنْ أَمْرٍ تُنُوسِخَ مِنْ أَصْلَابِ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ؟! هَؤُلَاءِ مِثْلُهَا فِيكُمْ، وَهُمْ لَكُمْ كَالْكَهْفِ لِأَصْحَابِ الْكَهْفِ، وَهُمْ بَابُ حِطَّةٍ، وَبَابُ السِّلْمِ، فَادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً.

  خُذُوا عَنِّي عَنْ خَاتِمِ الْمُرْسَلِينَ حُجَّةً مِنْ ذِي حُجَّةٍ قَالَهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ»⁣(⁣٢).

  ٣٤١ - وَبِهِ قَالَ: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن المنجم ببغداد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق


(١) الاسْتِقْصاص: أَن يَطْلُب أَن يُقَصَّ مِمَّنْ جَرَحَهُ. لسان العرب (٧/ ٧٦):.

(٢) رواه ابن قتيبة في عيون الأخبار ١/ ١٢٦ وفي غريب الحديث ٢/ ١٢٠ ووكيع الضبي في أخبار القضاة ١/ ٣٢، والمعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح ص ١٦٠ وأبو الحسن علي بن مهدي الطبري في نزهة الأبصار ص ٣١٧، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٥٤، والسيد الإمام أبو عبدالله العلوي في الجامع الكافي ٧/ ٢٢٤ وأبو طالب المكي في القوت ١/ ٢٥٧ والشريف الرضي ¥ في نهج البلاغة ص ٥٧ - ٦٠ والعاصمي في العسل المصفى ١/ ٢٤٤ والمفيد في الإرشاد ١/ ٢٥١ والطوسي في الأمالي ص ٢٦٥ والآبي في نثر الدر ١/ ٢١٠ وأسامة بن منقذ في المنازل والديار ص ٩٠، وأبو جعفر الإسكافي في المعيار والموازنة ص ٢٨٩، واليعقوبي في التاريخ ص ٢١١، وابن حمدون في التذكرة ١/ ٨٤ - ٨٥ والغزالي في الإحياء ١/ ١٣٠ وشرحه للزبيدي ١/ ٦٩٧ والشهيد حميد في الحدائق الوردية ١/ ١٠٣ وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢/ ٥٠٥ وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١/ ٢٧٢ والزمخشري في ربيع الأبرار ٤/ ٣١٩ وفي الفائق ٢/ ١٥ والسيوطي في جامع الأحاديث ٣٠/ ٣٦٢ والمتقي الهندي في كنز العمال ١٦/ ١٩٧ - ١٩٩، والقاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام ١/ ٩٧ والبروجردي في جامع أحاديث الشيعة ١/ ٣٠٣، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ١٨/ ٧٠.