تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع عشر في الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك

صفحة 288 - الجزء 1

  البغوي، قال: أخبرنا الرياشي، عن الأصمعي⁣(⁣١)، قال:

  وُجِدَ عَلَى سَاقِ شَجَرَةٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ مَكْتُوبًا: [المنسرح]

  نَحْنُ مِنَ الدَّهْرِ فِي أَعَاجِيبِ ... فَنَسْأَلُ اللهَ صَبْرَ أَيُّوبِ

  أَقْفَرَتِ الْأَرْضُ عَنْ مَحَاسِنِهَا ... فَابِكِ عَلَيْهَا بُكَاءَ يَعْقُوبِ

  ٣٤٢ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا عبدالله بن أحمد بن سلَّام |، قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا إبراهيم بن سلَّام النهمي الكوفي⁣(⁣٢)، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي $:

  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ الْمَوْتَةَ الْمَوْتَةَ، الْوَحِيَّةَ الْوَحِيَّةَ، لَا رَدَّةَ، سَعْادَةٌ أَوْ شَقَاوَةٌ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ بِالرَّوْحِ وَالرَّاحَةِ؛ لِأَهْلِ دَارِ الْحَيَوانِ الَّذِينَ كَانَ لَهَا سَعْيُهُمْ وَفِيهَا رَغْبَتُهُمْ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ مِنَ الْوَيْلِ وَالْحَسْرَةِ وَالْكَرَّةِ الْخَاسِرَةِ لِأَهْلِ دَارِ الْغُرُورِ، الَّذِينَ كَانَ لَهَا سَعْيُهُمْ، وَفِيهَا رَغْبَتُهُمْ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ وَجْهَانِ: يُقْبِلُ بِوَاحِدٍ، وَيُدْبِرُ بِآخَرَ، إِذَا رَأَى بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ خَيْرًا حَسِدَهُ، وَإِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ خُلِقَ لِلْعِبَادَةِ فَأَلْهَتْهُ الْعَاجِلَةُ عَنِ الْآجِلَةِ، فَزَالَتْ عَنْهُ الْعَاجِلَةُ، وَشَقِيَ بِالْعَاقِبَةِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاخْتَالَ، وَنَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ.

  بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ بَغَى وَعَتَى، وَنَسِيَ الْمَبْدَأَ وَالْمَعَادَ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ هَمٌّ يُضِلُّهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ رَغَبٌ يُذِلُّهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ طَمَعٌ⁣(⁣٣) يُزِلُّهُ»⁣(⁣٤).


(١) ذكر هذه الأبيات أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر ٢/ ٤١٠ في ترجمة أبي الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن لنكك الْبَصْرِيّ ونسبها إليه وفي ثمار القلوب في المضاف والمنسوب صفحة ٥٥، وياقوت الحموي في معجم الأدباء ٦/ ٢٦١٩.

(٢) الصحيح هو إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ النِّهْمِيُّ الْكُوفِيُّ. وسيأتي في رابع خبر وهي خطبة الموت ليس منه فوت والتنبيه عليه في الهامش.

(٣) وفي نسخة: «طَمَعٌ».

(٤) رواه عن أسماء الخثعمية مرفوعا رواه الإمام الموفق بالله # في الاعتبار ص ٢٦١ - ٢٦٢ والإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ٢/ ٢٣٩ والترمذي في السنن ٤/ ٦٣٢ وابن أبي الدنيا في التواضع =