الباب الرابع عشر في الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك
  وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرًا)(١).
  ٣٤٤ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي، قال: حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن عمر، قال: حدثنا محمد بن كَثِير الكوفي، عن أبي خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده $ قال:
  خطب علي # الناس فقال في خطبته:
  (الْحَقُّ طَرِيقُ الْجَنَّةِ، وَالْبَاطِلُ طَرِيقُ النَّارِ، وَعَلَى كُلِّ طَرِيقٍ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى طَرِيقَتِهِ، فَمَنْ أَجَابَ دَاعِيَ الْحَقِّ أَدَّاهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَجَابَ دَاعِيَ الْبَاطِلِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ.
  أَلَا وَإِنَّ دَاعِيَ الْحَقِّ كِتَابُ اللهِ ø، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ خَالَفَهُ دُحِرَ.
  أَلَا وَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَى الْبَاطِلِ عَدُوُّكُمُ الَّذِي أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، يَنْزِعُ عَنْهُمْا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ.
  أَلَا فَاعْصُوا عَدُوَّكُمْ، وَأَطِيعُوا رَبَّكُمْ، وَمَنْ أَحَقُّ بِكُمْ مِنَ اللهِ؟ خَلَقَكُمْ، ثُمَّ رَزَقَكُمْ، ثُمَّ يُمِيتُكُمْ، ثُمَّ يُحْيِيكُمْ، أَلَا وَإِنَّهُ جَلَّ وَعَزَّ قَالَ: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ}[الرعد: ١١] عِبَادَ اللهِ؛ فَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ، أَلَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَقَدْ سَلَكْتُمْ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ)(٢).
  ٣٤٥ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حدثني أحمد بن محمد الآبَنُوسِي، قال: حدثني عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثني عبيدالله بن جعفر بن محمد، عن عمه أحمد بن
(١) روى الشريف الرضي ¥ بعضها في نهج البلاغة ص ٢٠٢ وقال ومن كلامه # من خطبة له في ذم الدنيا وذكر بعضها في الحكم ص ٥٠٣، وأبو علي القالي في أماليه ٢/ ٥٤٠، والزمخشري في ربيع الأبرار ١/ ٤٨ ورام بن أبي فراس الأشتري في تنبيه الخواطر ١/ ٨٤ والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ١/ ٦٥٨ والمحمودي في نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ٣/ ٢٨٣ والبرقوقي في الذخائر والعبقريات ١/ ٢٧١ وابن شعبة الحراني في تحف العقول ص ١٨٠ - ١٨٣.
(٢) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٣٨٦ وانظر التعليق الوافي على الشافي ٣/ ٦٢٠ للسيد العلامة الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد ¦.