الباب السادس عشر في ذكر الصلاة وما يتصل بذلك
  اللهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَى اللهِ فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ، وَمَنَعَ رِفْدَهُ، وَجَلَدَ عَبْدَهُ. أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «مَنْ يَبْغُضُ النَّاسَ وَيَبْغُضُونَهُ. أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ».
  ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ # قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجُهَّالِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تُكَافِئُوا ظَالِمًا فَيَبْطُلَ فَضْلُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ تَبَيَّنَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ تَبَيَّنَ غَيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ قَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ»(١).
  قال السيد الإمام أبو طالب ¥: لَيْسَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: «لَا تُصَلُّوا خَلْفَ النَّائِمِ، وَالْمُتَحَدِّثِ» الِائْتِمَامَ بِهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ مَنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ نَائِمٌ أَوْ مُحَدِّثٌ وَصَلَّى خَلْفَهُ فَيَشْتَغِلُ قَلْبُهُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ(٢).
  ٣٨٤ - وبه قال: أخبرنا أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا إسحاق بن عثمان بن أبي سويد، قال: حدثنا عثمان بن القاسم، قال: حدثنا أبي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن حذيفة:
  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ قَالَ: «مَا مِنْ حَالٍ يَكُونُ عَلَيْهَا الْعَبْدُ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ أَنْ يَرَاهُ سَاجِدًا مُعَفِّرًا وَجْهَهُ بِالتُّرَابِ»(٣).
(١) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده ٢/ ٩٦٧ وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده ص ٢٢٥ والمخلص في المخلصيات ٤/ ٧٥ - ١٥٥ وقاضي المارستان في المشيخة ٢/ ٦٦٩ والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٠٠، والبيهقي في الكبرى ٧/ ٤٤٤ وابن عدي في الكامل ٨/ ٤٠٤ والقاسم الثقفي في الأربعين ص ٢٠٣ - ٢٠٤ وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٢١٨، واليعقوبي في تاريخه ٢/ ٩٨ وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٥/ ١٣٢ وابن كثير في البداية ٩/ ٢٨٦ وابن عبد البر في جامع بيان العلم ١/ ٤٥٠.
(٢) هذا التفسير في نسخة الشيخ زيد. (هامش نسخة «ب»).
(٣) رواه السيد الإمام أبو عبدالله العلوي في كتاب الأذان بحي على خير العمل ص ٨٥ والطبراني في الأوسط ٦/ ١٥٨ والهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ٣٠١ والسيوطي في الجامع ٢/ ٥١٢ وفي الفتح الكبير ٣/ ١٠٢ والمنذري في الترغيب ١/ ٢٠٢ والمتقي في كنز العمال ٧/ ٢٩٠.