تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب السادس عشر في ذكر الصلاة وما يتصل بذلك

صفحة 329 - الجزء 1

  اللهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَى اللهِ فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ، وَمَنَعَ رِفْدَهُ، وَجَلَدَ عَبْدَهُ. أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «مَنْ يَبْغُضُ النَّاسَ وَيَبْغُضُونَهُ. أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ».

  ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ # قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجُهَّالِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تُكَافِئُوا ظَالِمًا فَيَبْطُلَ فَضْلُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ تَبَيَّنَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ تَبَيَّنَ غَيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ قَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ»⁣(⁣١).

  قال السيد الإمام أبو طالب ¥: لَيْسَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: «لَا تُصَلُّوا خَلْفَ النَّائِمِ، وَالْمُتَحَدِّثِ» الِائْتِمَامَ بِهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ مَنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ نَائِمٌ أَوْ مُحَدِّثٌ وَصَلَّى خَلْفَهُ فَيَشْتَغِلُ قَلْبُهُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ⁣(⁣٢).

  ٣٨٤ - وبه قال: أخبرنا أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا إسحاق بن عثمان بن أبي سويد، قال: حدثنا عثمان بن القاسم، قال: حدثنا أبي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن حذيفة:

  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ قَالَ: «مَا مِنْ حَالٍ يَكُونُ عَلَيْهَا الْعَبْدُ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ أَنْ يَرَاهُ سَاجِدًا مُعَفِّرًا وَجْهَهُ بِالتُّرَابِ»⁣(⁣٣).


(١) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده ٢/ ٩٦٧ وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده ص ٢٢٥ والمخلص في المخلصيات ٤/ ٧٥ - ١٥٥ وقاضي المارستان في المشيخة ٢/ ٦٦٩ والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٠٠، والبيهقي في الكبرى ٧/ ٤٤٤ وابن عدي في الكامل ٨/ ٤٠٤ والقاسم الثقفي في الأربعين ص ٢٠٣ - ٢٠٤ وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٢١٨، واليعقوبي في تاريخه ٢/ ٩٨ وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٥/ ١٣٢ وابن كثير في البداية ٩/ ٢٨٦ وابن عبد البر في جامع بيان العلم ١/ ٤٥٠.

(٢) هذا التفسير في نسخة الشيخ زيد. (هامش نسخة «ب»).

(٣) رواه السيد الإمام أبو عبدالله العلوي في كتاب الأذان بحي على خير العمل ص ٨٥ والطبراني في الأوسط ٦/ ١٥٨ والهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ٣٠١ والسيوطي في الجامع ٢/ ٥١٢ وفي الفتح الكبير ٣/ ١٠٢ والمنذري في الترغيب ١/ ٢٠٢ والمتقي في كنز العمال ٧/ ٢٩٠.