تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب العشرون في الاستغفار وما يتصل بذلك

صفحة 387 - الجزء 1

  فِي الطَّلَبِ، ثُمَّ رَجَعُوا فَقَالُوا: مَا وَجَدْنَا شَيْئًا حَتَّى جَاءَ أَحَدُهُمْ فَقَالَ: وَجَدْتُ الَّذِي طَلَبْتَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ بِتَهَامَةَ، فَقَالَ إِبْلِيسُ: مَا يَصْلُحُ لِهَذَا غَيْرِي، فَانْطَلَقَ إِبْلِيسُ إِلَى تَهَامَةَ، فَوَجَدَ مَلَائِكَةً قَدْ حَفَّتْ بِتَهَامَةَ، فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ، فَطَرَدُوهُ، وَزَجَرُوهُ، قَالَ: فَأَتَى مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ؛ هَلْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ؟ قَالَ: لَا؛ هَذَا النَّبِيُّ الْمَعْصُومُ، فَقَالَ: فَإِلَى أُمَّتِهِ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، فَإِذَا اسْتَغْفَرُوا يُغْفَرُ لَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجَ يُوَلْوِلُ⁣(⁣١).

  ٤٩٦ - وبه قال: أخبرنا حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَةَ الأحْمَسِي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي، عن مالك⁣(⁣٢) بن مغول، عن أبي إسحاق، عن عبيد بن المغيرة، عن حذيفة، قال:

  قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحْرَقَنِي لِسَانِي⁣(⁣٣)، قَالَ: «يَا حُذَيْفَةُ؛ أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ»⁣(⁣٤).

  ٤٩٧ - وبه قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي، قال: حدثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحم الْمِنْقَرِي، قال: حدثنا إبراهيم بن الزِّبْرِقان التيمي، قال: حدثني أبو خالد الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال:


(١) رواه الصدوق في أماليه ص ٣٦١، وابن شهر آشوب في المناقب ٣١/ ١.

(٢) مالك بن مغول بكسر الميم وسكون المعجمة أبو عبدالله أحد علماء الكوفة، مات سنة ثمان وخمسين ومائة. وأبو إسحاق هو عمرو بن عبدالله الهمداني السَّبِيعِي بفتح السين المهملة وكسر الموحدة بعدها مثناة من تحت ساكنة ثم عين مهملة منسوب إلى سبيع بن سبيع بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن همدان، وقيل: سبيع بن سبيع بن صعب بن معاوية، وهو كوفي وأحد أعلام التابعين. (هامش هـ).

(٣) ومن المجاز أحْرَقَني الناسُ: برّحوا بي وآذَوْني. وحَرّقَني باللّوم. أساس البلاغة ص ١٢٢.

(٤) أخرجه هناد بن السري في الزهد ٢/ ٤٦٠، وأخرجه الطبراني الدعاء ص ٥١٢، وفي المعجم الصغير ١٩٠/ ١، والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص ٣٢٩، وأيضا في السنن الكبرى ١٧٠/ ٩،. مثل رواية الإمام أبي طالب سندا ومتنا.