تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع والعشرون في فضل الصيام والاعتكاف وفضل شهر رمضان وما يتصل بذلك

صفحة 413 - الجزء 1

  قَدْ كَفَاكُمُ اللهُ عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ، وَوَعَدَكُمُ الْإِجَابَةَ، وَقَالَ: {ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ} أَلَا وَقَدْ وَكَّلَ اللهُ بِكُلِّ شَيْطَانٍ سَبْعَةَ أَمْلَاكٍ فَلَيْسَ بِمَحْلُولٍ حَتَّى يِنْقَضِيَ شَهْرُكُمْ هَذَا، أَلَا وَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةٌ لِأُولَى لَيْلَةٍ مِنْهُ إِلَى أُخْرَى لَيْلَةٍ، أَلَا وَالدُّعَاءُ مَقْبُولٌ». ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ شَدَّ الْمِئْزَرَ وَبَرَزَ مِنْ بَيْتِهِ، وَاعْتَكَفَهُنَّ، وَأَحْيَا اللَّيْلَ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا مَعْنَى شَدَّ الْمِئْزَرَ؟ قَالَ: كَانَ يَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فِيهِنَّ⁣(⁣١).

  ٥٤٤ - وبه قال: أخبرنا محمد بن بُنْدَار الآمُلي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا سويد⁣(⁣٢) بن سعيد، قال: حدثنا عبدالحميد⁣(⁣٣) بن الحسن الهلالي، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي # قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ كَانَ مُلْتَمِسًا - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ أَوْ ضَعُفْتُمْ فَلَا تُغْلَبُوا⁣(⁣٤) عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي». كَانَ رَسُولُ اللهِ ÷ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ⁣(⁣٥).

  ٥٤٥ - وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا رَوْح،


(١) رواه الإمام الأعظم زيد بن علي # ص ٢٢١، وص ١٤٤، ومحمد بن منصور ¥ في أمالي أحمد بن عيسى العلوم ١/ ٣١٧ والرأب ١/ ٦١٠، ورواه القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام ١/ ٣١٥، وابن طاووس في إقبال الأعمال ١/ ٧٢، والسيوطي في جامع الأحاديث ٣٢/ ١٥ والمتقي الهندي في كنز العمال ٨/ ٥٨٣.

(٢) سويد بن سعيد الهروي أبو محمد الأنباري، كان ذا رجلة ومعرفة، مات سنة أربعين ومائتين. وأبو إسحاق هو السَّبِيعِي، وهبيرة هو ابن يريم بفتح المثناة من تحت الشيباني الكوفي. (هامش هـ).

(٣) عبدالحميد بن الحسن الهلالي أبو عمر الكوفي، روى عن قتادة وغيره. (هامش هـ).

(٤) قوله: «فَلا تُغْلَبُوا عَلَى السَّبْعِ» على بناء المفعول، أي: فلا يُمكن الشيطان والنفس منكم حتى يغلباكم على تفويت السبع.

(٥) أخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند ط الرسالة ٢/ ٣٣٩ والسيوطي في جامع الأحاديث ٣١/ ١٥٢، والجامع الصغير ١٩٠٧ والجامع الكبير ٥/ ٥، والمتقي الهندي في كنز العمال ٨/ ٥٣٤ - ٦٣٥، والهيثمي في مجمع الفوائد ٣/ ١٤٧.