إِنَّ السِّعْرَ غَلَا مَرَّةً بِالْبَصْرَةِ، فَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى الصَّعْبَةِ وَالذَّلُولِ إِلَى الْجَبَّانَةِ يَدْعُونَ، وَكَانَ الْقُصَّاصُ يَقُومُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ، ثُمَّ يَدْعُونَ، فَوَثَبَ بَشِيرٌ⁣^(⁣١) الرَّحَّالُ | فَقَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ ثَلَاثًا عُصِيَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَانْتُهِكَتِ الْحُرَمُ، وَسُفِكَتِ الدِّمَاءُ، وَاسْتُؤْثِرَ بِالْفَيْءِ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكُمُ اثْنَانِ فَيَقُولَانِ: هَلُمَّ نُغَيِّرُ هَذَا، أَوْ هَلُمَّ نَدْعُو اللهَ أَنْ يَكْشِفَ هَذَا، حَتَّى غَلَتْ أَسْعَارُكُمْ فِي الدِّينَارِ بِكَيْلَجَةٍ⁣^(⁣٢)، جِئْتُمْ عَلَى الصَّعْبِ وَالذَّلُولِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ تَضِجُّونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يُرَخِّصَ أَسْعَارَكُمْ، لَا رَخَّصَ اللهُ أَسْعَارَكُمْ، لَا رَخَّصَ اللهُ أَسْعَارَكُمْ، وَفَعَلَ بِكُمْ وَفَعَلَ⁣^(⁣٣).

  ٦١٦ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثني أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر الكوفي، قال: حدثني علي بن محمد بن كاس النخعي، قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحم الْمِنْقَرِي، قال: حدثني إبراهيم بن الزِّبْرِقان التيمي، قال: حدثني أبو خالد الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ دَعَا عَبْدًا مِنْ شِرْكٍ إِلَى إِسْلَامٍ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ #»

  قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ #: مَنْ دَعَا عَبْدًا مِنْ ضَلَالٍ إِلَى مَعْرِفَةِ حَقٍّ فَأَجَابَهُ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَعِتْقِ نَسَمَةٍ.

  قَالَ: وَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ #: مَنْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ أُطِيعَ أَوْ عُصِيَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ⁣^(⁣٤).

(١) قتل بشير الرحال ¦ شهيداً مع الإمام إبراهيم بن عبدالله #، وفي حجره فاضت نفس إبراهيم سلام الله عليه في سنة خمس وأربعين ومائة. (هامش هـ).

(٢) الْكَيْلَجَةُ: كَيلٌ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ يَسَعُ مَنًّا وسبعةَ أَثمانِ مَنًّا. والْمَنَا: رِطلان. الرِطْلُ: مِعْيارٌ يوزَنُ بِهِ ما يُعادِلُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً أَوْ ٥٠٠ غَرامٍ. وَهُوَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْبِلَادِ.

(٣) رواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ص ٢٩٢.

(٤) رواه الإمام الأعظم زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ # في المجموع الشريف ص ٢٦٠ ط مؤسسة الإمام زيد وفي ص ٣٩٠.