تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثامن والعشرون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتصل بذلك

صفحة 456 - الجزء 1

  حدثنا إسحاق بن الصباح، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يحيى بن سُلَيْم أنه سمع إسماعيل بن بشير، قال: سمعت جابر بن عبدالله الأنصاري وأبا طلحة بن سهل الأنصاري يقولان:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ»⁣(⁣١).

  ٦٢١ - وبه قال: حدثنا أبو علي حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَةَ الأحْمَسِي، قال: حدثنا أبو أسامة حماد بن أسامة بن زيد القرشي، قال: حدثنا عاصم بن أبي صغيرة أبو يونس⁣(⁣٢)، عن سِماكِ بن حرب، عن أبي صالح، عن أم هاني بنت أبي طالب ^ قالت:

  سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ}⁣[العنكبوت: ٢٩]، قَالَ: «كَانُوا يَخْذِفُونَ أَهْلَ الطَّرِيقِ، وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ، فَهُوَ الْمُنْكَرُ الَّذِي كَانُوا يَأْتُونَهُ»⁣(⁣٣).


(١) رواه أبو داود في السنن ٤/ ٢٧١، وابن المبارك في الزهد والرقائق، والزهد لنعيم بن حماد ١/ ٢٤٣ وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والنميمة صفحة ٣٢، وفي الصمت صفحة ١٤٨، وأحمد في المسند ٢٦/ ٢٨٨ والبخاري في التاريخ الكبير ١/ ٣٤٧ والشاشي في مسنده ٣/ ٢٨ والطبراني في المعجم الأوسط ٨/ ٢٨٢ وفي مكارم الأخلاق صفحة ٣٦٣، والمعجم الكبير ٥/ ١٠٥ والخرائطي في مكارم الأخلاق صفحة ٢٩٢ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٨/ ١٨٩ والنَّرْسِي في ثواب قضاء حوائج الإخوان صفحة ٦٤، وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى ١٦/ ٥٩٨ وفي شعب الإيمان ١٠/ ٩٩ وفي الآداب ص ٤٠، والبغوي في شرح السنة ١٣/ ١٠٨.

(٢) الصواب: حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ. وقد صححه بالصواب علامة العصر عبدالله بن الحسن القاسمي ¥ في الجداول وأيضا جاء في سند جميع المصادر. ويؤكد ذلك رواية أحمد في المسند ٤٤/ ٤٥٩ لأنه اتفق هو محمد بن إسماعيل الأحمسي على الرواية سندا وشيخا ومتنًا.

(٣) رواه أحمد في المسند ٤٥/ ٣٨١ وأبو داود الطيالسي في المسند ٣/ ١٨٩ والترمذي في السنن ٥/ ٣٤٢ =