الباب الثاني والثلاثون في الترغيب في اكتساب الخير وما يتصل بذلك
  سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ يَقُولُ: «جَدَّ الْمَلائِكَةُ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللهِ بِالْعَقْلِ، وَجَدَّ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللهِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ أَوْفَرُهُمْ عَقْلًا»(١).
  ٦٦٣ - وبه قال: أخبرنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن عبدالله الحسني، قال: حدثنا علي بن محمد بن مَهْرَوَيْهِ القَزْوِينِي، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «مَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةً مَخَافَةَ اللهِ تَعَالَى أَرْضَاهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(٢).
  ٦٦٤ - وبه قال(٣): أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي، قال حدثني محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البَرْقِي، عن منصور، عن يونس، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ(٤)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا الْمُنْجِيَاتُ؟ قَالَ: خَوْفُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَالْعَدْلُ فِي الرِّضَا وَالسَّخَطِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَمَا الْمُهْلِكَاتُ؟ قَالَ: «هَوًى مُتَّبَعٌ، وَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ»(٥).
(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٦٧، ورواه دواد بن المحبر في كتاب العقل وأخرجه من طريقه الحارث بن أبي أسامة في مسنده وهو في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ٢/ ٨٠٤.
(٢) رواه داود بن سليمان الغازي في مسند الرضا # ص ٦٥، وأبو بكر أحمد بن علي المعروف بابن لال من طريقه، والديلمي في مسند الفردوس ج ٣ ق ١٠٥، والسيوطي في جامع الأحاديث ٢/ ١٥٤، والمتقي الهندي في كنز العمال ٣/ ١٤٩، والمفيد في الاختصاص ص ٢٤٩.
(٣) هذا الخبر سقط من نسخة «أ» وهو موجود في بقية النسخ.
(٤) هذا لفظ نسخة «د» وأما نسخة «ب» و «ج» فلفظهما: (ثَلَاثَةٌ مُنْجِيَاتٌ وَثَلَاثَةٌ مُهْلِكَاتٌ) وأثبتنا لفظ نسخة «د» لأنه الموافق لما هو مشهور ومقرر عند الجمهور.
(٥) رواه أحمد بن موسى الطبري في المنير ص ٣٤٦ مختصرا، ورواه الإمام الموفق بالله في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٢٨١ من خبر طويل، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن ١/ ٣، وأبو طالب المكي في قوت القلوب ١/ ١٤٤.