الباب الثاني والثلاثون في الترغيب في اكتساب الخير وما يتصل بذلك
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»(١).
  ٦٧٠ - وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن بدر الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا رَوْح، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: حدثنا أبو قتادة، وأبو الدهماء وكانا يكرران السفر نحو البيت، قالا:
  أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدْوِيُّ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ÷ بِيَدِي، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، فَكَانَ مِمَّا حَفِظْتُهُ أَنْ قَالَ: «لَا تَدَعُ شَيْئًا اتِّقَاءً للهِ إِلَّا أَعْطَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ»(٢).
  ٦٧١ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا محمد بن علي الصواف، قال: حدثنا عمار بن رجاء، قال: حدثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، عن أَبَان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مُرَّةَ، عن ابن مسعود:
  أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ للهِ، قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ؛ وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى(٣)، وَلْيَذْكُرِ
(١) أخرجه أبو داود في السنن ٢/ ٣٢٥، وأحمد في المسند ط الرسالة ٣/ ٤٣٣، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٤/ ٢٢٨، والدارمي في مسنده ت الزهراني ١/ ٥٧٥، وفي سننه ٢/ ١١١٢، وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٢/ ٦٢٠، والترمذي في السنن ت شاكر ٣/ ١٢١، وابن خزيمة في صحيحه ٢/ ١٣٤٨.
(٢) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده وهو في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي ٢/ ٩٨٧، وأحمد في المسند ط الرسالة ٣٤/ ٣٤٩، وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ٢/ ٤٤٠، والنسائي في السنن الكبرى ١٠/ ٣٩١، والشهاب القضاعي في مسنده ٢/ ١٧٨.
(٣) قال الإمام محمد بن القاسم الرسي # ص ١٩٠: فقد فسر النبي ÷ أن حقيقة الحياء من الله حفظ الرأس وما حوى، يريد بذلك ما فيه من السمع والبصر واللسان والشم، ألا يجعل ذلك كله إلا في موضعه وما خلق له. فلا يسمع إلا ما يعنيه، ولا ينظر إلا بما يزينه عند الله، ولا ينظر إلا معتبرًا، ولا =