الباب الثاني والثلاثون في الترغيب في اكتساب الخير وما يتصل بذلك
  الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»(١).
  ٦٧٢ - وبه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: أخبرنا محمد بن يزداذ، قال: حدثنا عبدالله بن سلَّام، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء، قال: أخبرني عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبدالله قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»(٢).
  ٦٧٣ - وبه قال: أخبرنا محمد بن بُنْدَار، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن
= يشم إلا مباحًا، وأراد بقوله: «البطن وما وعى» يريد بذلك العقل، وذلك أن العقل مسكنه القلب، فلا يستعمل عقله إلا فيما يرجع عليه نفعه في معاده، وقال: «والبطن وما وعى»، يريد بذلك كل ما أضمر عليه القلب من معرفة الله، والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ويريد بـ «البطن - أيضا - وما وعى»، كلما أدخل جوفه لا يكون إلا حلالا طيبا، ويريد بذلك الفرج لأنه من الجوف كما قال النبي ÷: «أخوف ما أخاف عليكم شهوة ما في بطونكم وفروجكم، فمن حفظ ذلك - كما قال النبي ÷ - فقد استحيا من الله حق الحياء.
(١) رواه الإمام محمد بن القاسم الرسي # في شرح دعائم الإيمان ص ١٨٩، ورواه الأمير الحسين # في شفاء الأوام ١/ ٥٤٨، والعنسي في الإرشاد ص ٣٤٠، والإمام يحيى # في الانتصار على علماء الأمصار ٤/ ٤٤٧، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ١/ ٢٣١ وفي المصنف ٧/ ٧٧، وأحمد في المسند ط الرسالة ٦/ ١٨٧، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة ١/ ٤٣٩، والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٥٩ وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. والبيهقي في الآداب ص ٣٣٧، وفي شعب الإيمان ١٠/ ١٦٨. والطبراني في المعجم الصغير ١/ ٢٩٨.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ط الرسالة ٦/ ١٤٧، ومسلم في صحيحه ٤/ ٢٠١٣، والبخاري في الأدب المفرد ص ١٤٠، والشاشي في مسنده ٢/ ٣٩، والترمذي في السنن ت شاكر ٤/ ٣٤٨ وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعُمَرَ، وَعبدالله بْنِ الشِّخِّيرِ، وَابْنِ عُمَرَ. وأخرجه ابن حبان في صحيحه ١/ ٥٠٩، وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى ت التركي ٢١/ ٤٤، والإمام المنصور بالله # في حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية ص ١٦٢.