الباب الثاني والثلاثون في الترغيب في اكتساب الخير وما يتصل بذلك
  ٦٧٥ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري النحوي يوم الثلاثاء لأربع خلون من المحرم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبدالله بن عمرو الوراق، قال: حدثنا هشام، قال:
  مَرَّتْ جَارِيَةٌ مَعَهَا سَلَّةٌ فِيهَا رُطَبٌ بِمِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَنَزِيِّ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ حَوْلَهُ، فَوَقَفَتْ تَنْظُرُ وَتَسْمَعُ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا مِنْدَلٌ، وَظَنَّ أَنَّ السَّلَّةَ قَدْ أُهْدِيَتْ لَهُ، فَقَالَ قَدِّمِيهَا، فَقَدَّمَتْهَا، فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: كُلُوا، فَأَكَلُوا مَا فِيهَا، وَانْصَرَفَتِ الْجَارِيَةُ إِلَى سَيِّدِهَا وَقَدِ احْتَبَسَتْ، فَقَالَ لَهَا: مَا أَسْرَعَ مَا جِئْتِ! فَقَالَتْ: وَقَفْتُ أَسْمَعُ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ، فَقَالَ: قَدِّمِي السَّلَّةَ، فَفَعَلْتُ، فَأَكَلَ الَّذِينَ حَوْلَهُ مَا فِيهَا، وَكَانَ سَيِّدُهَا رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى(١).
  ٦٧٦ - وبه قال: أخبرنا عبيدالله بن محمد بن بدر الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا بشير بن حيان الذُّهْلِي عن أبي جناب(٢) الكلبي، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار قال:
(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ط العلمية ١٣/ ٢٤٧.
(*) في الجزء الثاني من مسائل مهدي بن عبدالله التي سأل عنها الإمام الأعظم جبريل أهل الأرض محمدًا المرتضى بن الهادي إلى الحق @ وسألت عن رجل ينزل عليه ضيف فيحتاج إلى ما يصلحه وتكون ماشيته بعيدة منه فيأخذ من غنم بعض إخوانه ما يذبح لضيفه بغير إذن صاحب الغنم وهو مضمر أن يرد خيرا مما أخذ قلتَ: هل يكون عليه إثم أم لا فيما فعل؟ قال محمد بن يحيى ~ إن كان هذا بينه وبين إخوانه متعارفا غير منكرين له ولا كارهين فحسن جميل لأن هذا من أفعال أهل الكرم ولا ينكر عند أهل الفضل والشرف بل يسرون بذلك ويفرحون به إذا انبسط إخوانهم في أموالهم وأدلُّوا عليهم وأخذوا منها عند حاجتهم، وإن كان الفعل لا يعرف ولا يتعامل به عندهم فلا يجوز لأحد أن يأخذ شيئا إلا بإذن صاحبه ومشاورته فيه وطلبه منه، وقد رأينا أهل الدين وأهل الفضل يأخذ بعضهم من بعض الشيء بغير إذن صاحبه فيفرح بذلك صاحب الشيء ويعد ذلك برًّا من أخيه وإنصافه انتهى (هامش مخطوطات).
(٢) أبو جناب بجيم ونون وموحدة بعد الألف يحيى بن أبي حبة الكلبي الكوفي، يروي عن ابن أبي ليلى وغيره، مات سنة سبع وأربعين ومائة. (هامش هـ).