الباب الثالث والثلاثون في الترغيب في نفع المؤمنين وما يتصل بذلك
  ٧٠٢ - وبه قال: حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى(١)، عن أبي غفار، قال: حدثنا أبو تميمة الهُجَيْمِي، عن أبي جري جابر بن سليم قال:
  رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ ÷، قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَرَّتَيْنِ، قَالَ: «لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ» قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ وَفَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ» قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ، قَالَ: «لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا» قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا شَاةً، قَالَ: «وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَتُكَلِّمُ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ؛ فَإِنَّهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخُيَلَاءَ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ، وَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ»(٢).
= الحفاظ ١/ ٢٠١، وفي معجم الشيوخ الكبير ٢/ ١٥٦، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ت أبي غدة ٣/ ٥٥٥، والسيوطي في جامع الأحاديث ٤١/ ٣٩٦.
(١) هو يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي أبو سعيد الأحول القطان البصري صاحب الجرح والتعديل، مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وأبو غفار هو المثنى بن سعد ويقال: ابن سعيد الطائي. وأبو تميمة بفتح المثناة من فوق أوله اسمه طريف بفتح الطاء المهملة وكسر الراء وآخره فاء ابن مجالد الهجيمي بضم الهاء وفتح الجيم منسوب إلى الهجيم بن عمرو بن تميم. وأبو جري بضم الجيم وفتح الراء وتشديد الياء على صيغة التصغير جابر بن سليم وقيل: سليم بن جابر والأول أصح، وهو هجيمي أيضاً، صحابي والله أعلم، وأما أبو جزي بالزاي فهو نصر بن طريف الباهلي أحد من خرج من المحدثين مع الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن $ وجُبَّت يده وهو بكسر الجيم وسكون الزاي، وقيل: بفتح الجيم وسكون الزاي، وهو كنية جماعة. (هامش هـ).
(٢) رواه أبو داود في السنن ٤/ ٥٦، وأحمد في المسند ط الرسالة ٣٤/ ٢٣٧، وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ٢/ ٢٩٣، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٢/ ٣٩٢، والنسائي في السنن الكبرى ٨/ ٤٣٣، =