الباب الثالث والثلاثون في الترغيب في نفع المؤمنين وما يتصل بذلك
  ٧٠٥ - وبه قال: حدثنا أبو سعد عبيدالله بن محمد بن بدر الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا فائد بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن أبي أوفى، قال:
  كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ÷، إِذْ أَتَى غُلَامٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ غُلَامٌ يَتِيمٌ، لَهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ، وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ، أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللهُ، أَعْطَاكَ اللهُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى تَرْضَى، قَالَ: «مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ يَا غُلَامُ، يَا بِلَالُ؛ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِنَا فَائْتِنَا بِمَا وَجَدْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ طَعَامٍ» فَذَهَبَ، فَجَاءَ بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ تَمْرَةً، فَوَضَعَهَا فِي كَفِّ رَسُولِ اللهِ ÷، فَرَفَعَهَا رَسُولُ اللهِ ÷ إِلَى فِيهِ فَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا غُلَامُ؛ سَبْعٌ لَكَ، وَسَبْعٌ لِأُمِّكَ، وَسَبْعٌ لِأُخْتِكَ، تَتَغَدَّى بِهَا وَتَتَعَشَّى» فَانْصَرَفَ الْغُلَامُ، فَقَامَ إِلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامُ؛ جَبَرَ اللهُ يُتْمَكَ، وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ، وَكَانَ مِنْ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ÷: «قَدْ رَأَيْتُ يَا مُعَاذُ مَا صَنَعْتَ» قَالَ: رَحْمَةٌ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَلِي مُسْلِمٌ يَتِيمًا فَيُحْسِنُ إِلَيْهِ فِي وِلَايَتِهِ وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةً، وَمَحَى عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةً»(١).
  ٧٠٦ - وبه قال: حدثنا أبو علي حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَةَ الأحْمَسِي، قال: حدثنا المحاربي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال:
  قَالَ النَّبِيُّ ÷: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ، إِنْ شَاوَرْتَهُ نَفَعَكَ، وَإِنْ شَارَكْتَهُ نَفَعَكَ، وَإِنْ مَاشَيْتَهُ نَفَعَكَ، وَكَذَلِكَ النَّخْلَةُ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهَا نَافِعٌ»(٢).
(١) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث) ٢/ ٨٥٢، وفي عواليه أيضا ص ٤٢، وأحمد في المسند ط الرسالة ٣٢/ ١٥٣، والبزار في مسنده (البحر الزخار) ٨/ ٣٠١، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ٣/ ١٥٩٣.
(٢) رواه الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ١/ ٤٨، والترمذي الحكيم في الأمثال من الكتاب والسنة ص ٥١، والطبراني في المعجم الكبير ١٢/ ٤١٨، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٨/ ١٢٩، والبيهقي في شعب الإيمان ١١/ ٣٥٤، والطبراني في المعجم الكبير ١٢/ ٤١١ مختصرًا.