الباب الرابع والثلاثون في الترغيب في حسن الخلق وما يتصل بذلك
الْبَابُ الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ فِي التَّرْغِيبِ فِي حُسْنِ الْخُلُقِ وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ
  ٧٠٨ - أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنِّي - أسعده الله - قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي عليه قدم علينا الري، والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبدالمجيد بن عبدالغفار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي | قالا: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ في شهر الله الأصم رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا والدي السيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي خليفة الحسني، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآمُلي الملقب بالمستعين بالله قالا: حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني قال: أخبرنا عبدالله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا الحسين بن سعيد بن كامل أبو عبدالله الخولاني بمصر قال: حدثنا محمد بن رميح(١)، قال: أخبرنا الليث، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مجاهد، عن عبدالله بن عباس:
  عَنْ رَسُولِ اللهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا، وإِنَّ أَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَنْزِلًا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ»(٢)، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَمَّا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُمْ، فَمَنِ الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «الْمُتَكَبِّرُونَ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَمِنَ الْكِبْرِ الدَّابَّةُ نَرْكَبُهَا، وَالْحُلَّةُ نَلْبَسُهَا، وَالطَّعَامُ نَصْنَعُهُ لِلْإِخْوَانِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ(٣)،
(١) الذي في الخلاصة يروي عن الليث محمد بن رمح بن مهاجر التجيبي مولاهم أبو عبدالله المصري الحافظ، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين على الأصح، والتجيبي بضم المثناة من فوق وكسر الجيم وبعد المثناة من تحت موحدة منسوب إلى تجيب بنت ثوبان بن سليم من مدحج. (هامش هـ).
(٢) الثرثارون: هم الّذين يكثرون الْكَلَام تكلفا وخروجاً عن الحق، والثرثرة كثرة الكلام وترديده. (نهاية) (هامش هـ). والمتفيهق: الَّذِي يتوسع فِي كَلَامه، ويفهق بِهِ فَمه، أَي: يَفْتَحهُ، مَأْخُوذ مِن الفهق، وَهُوَ الامتلاء، يقَالَ: أفهقت الْإِنَاء ففهق، وبئر مفهاق كَثِيرَة الْمَاء.
(٣) قال الزمخشري في الفائق في غريب الحديث ٢/ ١٨٢: السَّفَهُ: الخفة والطيش، تَقولُ: سَفِهَ فلَانٌ عليَّ؛ إِذا =