الباب الرابع والثلاثون في الترغيب في حسن الخلق وما يتصل بذلك
  وَغَمِصَ النَّاسَ»(١).
  ٧٠٩ - وبهذا الإسناد إلى السيد أبي طالب ¥، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا محمد بن محمد البسطامي، قال: حدثنا عبدالله بن نزار(٢) البَجَلِي، قال: حدثنا حسن بن عبدالواحد، عن الحسن بن الحسين العرني عن إبراهيم بن الزِّبْرِقان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «أَفْضَلُكُمْ إِيِمَانًا أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّؤُونَ أَكْنَافًا، الْوَاصِلُونَ أَرْحَامًا»(٣).
= اسْتَخَفَّ بك وَجَهِلَ عليك، وَفِي (سَفِهَ الْحَقَّ) وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يكون على حذف الْجَار وإيصال الْفِعْل كَأَنَّ الأَصْل سَفِهَ عَلَى الْحَقِّ. وَالثَّانِي: أَن يُضَمَّنَ معنى فِعْلٍ مُتَعَدٍّ كجَهِلَ ونَكِرَ، وَالْمعْنَى الاسْتِخْفافُ بِالْحَقِّ، وَألَّا يرَاهُ على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الرُّجْحان والرزانة. الْغَمْزُ والْغَمْصُ والْغَمْطُ: أَخَوَاتٌ فِي معنى الْعَيْب والازدِراء. وَفِي غمص وغمط لُغَتَانِ: فَعَل يَفْعَل وفَعِل يَفْعِل. انتهى. وورد في رواية أخرى: وَغَمِطَ النَّاسَ.
(١) رواه الإمام المنصور بالله # في حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية ص ١٧٤، وقريبًا منه ما رواه البيهقي في شعب الإيمان ١٠/ ٣٥٨، والمقدسي في المختارة ١١/ ٤٠٣، والترمذي في السنن ت شاكر ٤/ ٣٧٠. وفي الباب عن جابر بن عبدالله وعن ابن مسعود وأبي أمامة وعبدالله بن عمرو وأبي ثعلبة الخشني.
(٢) في هامش الأم بخط عمران بن الحسن: أظنه زيدان من علماء الزيدية. (هامش أ). قلت: واسمه عبدالله بْنُ زَيْدَانَ بْنِ بُرَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ الإمام الثقة القدوة العابد ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. قال أبو الفرج في المقاتل ص ٥١٠: وقد كان خرج مع [الإمام] يحيى بن عمر [#] جماعة من وجوه أهل الكوفة وأولي الفضل منهم، فسمعت بعض مشايخنا من الكوفيين يذكر - وهو محمد بن الحسين - أن أبا محمد عبدالله بن زيدان البجلي خرج معه معلما، وكان أحد فرسان أصحابه. وقد لقيته أنا وكتبت عنه، وكنت أرى فيه من الحذر والتوقي من كثير من الناس، ما يدل على صدق ما ذكر عنه.
(٣) رواه الإمام الأعظم زيد بن علي # في المجموع الشريف ص ٢٦٠ ضمن حديث، وروى نحوه محمد بن منصور ¥ في أمالي الإمام أحمد بن عيسى # العلوم ٢/ ٤٣٠. وفي الباب عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله وأبي هريرة وأنس بن مالك وعبدالله بن عمر وأبي أمامة.