الباب الخامس والثلاثون في الترغيب في الحب في الله وذكر ما يحبه وما يتصل بذلك
  ٧١٦ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصَّفَّار، قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «لَقَدْ بَلَغَ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللهِ أَنَّ اللهَ يَحْمِي عَنْهُ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي الْمَرِيضَ أَهْلُهُ، وَقَدْ يَتَعَاهَدُ أَحْبَابَهُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَتَعَاهَدُ الرَّجُلُ وَلِيَّهُ بِالتُّحَفِ إِذَا كَرُمَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا أَبَدًا إِلَّا عَنْ رِضًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُرْفَعُ لَهُ مَا أَعَدَّ اللهُ لَهُ مِنْ نَعِيمِ الْآخِرَةِ، وَتُرْفَعُ لَهُ الدُّنْيَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ عِنْدَهُ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اخْتَرْ إِنْ تَشَأِ الْآخِرَةَ فَامْضِ أَمَامَكَ، وَإِنْ تَشَأِ الدُّنْيَا فَأَنْتَ فِيهَا، فَيَقُولُ: وَمَا أَصْنَعُ بِالدُّنْيَا وَمَا جَرَّبْتُ مِنْهَا؟! لَكِنِّي أَخْتَارُ أَمَامِي؛ فَإِنَّ مَا أَعَدَّ اللهُ لِي خَيْرٌ مِمَّا أُخَلِّفُ»(١).
  ٧١٧ - وبه قال: أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا محمد بن يزداذ، قال: حدثنا الوليد بن أبي الوليد القاضي، قال: حدثنا أبو بكر بن العوام، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالحميد الواسطي، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «خَمْسٌ لَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِنَّ أَحَدٌ: مَعْرِفَةُ اللهِ؛ أَنْ تَعْرِفَ اللهَ وَلَا تُشَبِّهَهُ بِشَيْءٍ، وَمَنْ شَبَّهَ اللهَ بِشَيْءٍ، أَوْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يُشْبِهُهُ شَيْءٌ فَهُوَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ وَالْبُغْضُ فِي اللهِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاجْتِنَابُ الظُّلْمِ»(٢).
(١) للخبر أطراف وشواهد منها ما رواه: أبو نعيم الأصبهاني في الطب النبوي ٢/ ٦٤٣، والبيهقي في شعب الإيمان ١٣/ ٦٩.
(٢) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة في علم الكلام ص ١٧٣ وص ٣٠٠، والإمام المنصور بالله # في السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول ص ٣٥٨، والأمير الحسين بن محمد # في ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة ص ٢٥ وص ١٧٣، ورواه القاضي عبد الجبار في فضل الاعتزال ص ١٥٠، انظر في موسوعة الدرر السنية في الفرق ٤/ ١١٠.